الاسد لا يناور في رغبته برعاية ادارة بوش المحادثات السورية – الاسرائيلية
"الفيزا" الفرنسية - الاوروبية الى دمشق رهنُ إلتزاماتها اللبنانية
كوشنير تبنى هواجش الموالاة ونقلها كما هي الى الرئيس السوري
تقرير ديبلوماسي: سوريا ترغب في ان تكون جسر عبور عواصم القرار الى ايران
"الفيزا" الفرنسية - الاوروبية الى دمشق رهنُ إلتزاماتها اللبنانية
كوشنير تبنى هواجش الموالاة ونقلها كما هي الى الرئيس السوري
تقرير ديبلوماسي: سوريا ترغب في ان تكون جسر عبور عواصم القرار الى ايران
ينشر في "الاسبوع العربي" في 8/9/2008
خطت فرنسا اولى خطواتها التنفيذية في اطار الانفتاح المشروط على سوريا، فزار وزير خارجيتها برنار كوشنير دمشق، تلته الزيارة الحدث للرئيس نيكولا ساركوزي (وهي الزيارة الاولى لمسؤول فرنسي بهذا المستوى لسوريا منذ تجميد العلاقات بين باريس ودمشق منذ أربعة اعوام)، متفحصا النيات السورية تجاه العلاقة مع لبنان وآفاق المرحلة المقبلة بين البلدين بعد القمة اللبنانية- السورية التي ارست التبادل الديبلوماسي مع تفعيل البحث بالبنود الاخرى العالقة في خلال المرحلة المقبلة.
اجتازت العلاقات السورية- الفرنسية بنجاح حتى الآن اختبارات عدة مرت بها منذ بدء مسيرة تطبيع العلاقات بين الجانبين والتي كانت تأثرت سلباً في عهد الرئيس السابق جاك شيراك لأسباب معروفة. وربما شكلت الأزمة اللبنانية، التي تشهد انفراجات متواصلة، أكثر هذه الاختبارات حساسية. وكانت الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس ميشال سليمان لدمشق، حافزاً إضافياً لمواصلة الانفراج السوري- الفرنسي.
وفي اطار الكلام المعلن عن مراقبة وتلمّس فرنسا للخطوات التي تقوم بها سوريا على خط العلاقة مع لبنان كان بارزا الخطاب الذي ألقاه الرئيس ساركوزي في باريس في الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، حيث برر الحوار مع دمشق، مشيرا الى أنه كان طريقا خطرا، لكنه أدى الى النتائج المرجوة، لافتا الى "أهمية التصالح مع كل من هم على استعداد للتطور". وأقر أنه "سمع الكثير من التعليقات من واشنطن على انفتاحه على سوريا"، الا أنه اختار "الشروع في درب آخر غير خيار عزلة هذا البلد، وهو خيار واعد، بدليل ان الحوار أدى الى تقدم ملموس وهو انتخاب الرئيس ميشال سليمان".
وأوضح ان لقاءه الرئيس السوري بشار الأسد في باريس "أتاح تسجيل تقدمين، هما الاعلان الرسمي عن اقامة علاقات ديبلوماسية للمرة الاولى بين بيروت ودمشق، وقرار ان تكون ثمة رعاية مشتركة فرنسية واميركية لمفاوضات سورية – اسرائيلية مباشرة ورعاية لتنفيذ اتفاق السلام الذي ستتخمض عنه هذه المفاوضات بما في ذلك الترتيبات الامنية". وأكد عزمه على مواصلة هذا "الحوار (الفرنسي – السوري) المجدي في شأن هذه الملفات وملفات اخرى".
البوابة اللبنانية
ويرى بعض المتابعين للتطورات السياسية على صعيد العلاقات الفرنسية- السورية انّ "فرنسا تراقب عن كثب تطور العلاقات اللبنانية- السورية وتستمر بتعبيد طريقها الى دمشق عبر البوابة اللبنانية، متقدمة خطوة خطوة نحو استعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا تماشيا مع ما اعلنه الرئيس ساركوزي قبل اتفاق الدوحة وبعده، لافتين الى انّ زيارة الوزير كوشنير لبيروت رمت الى تلمّس التطورات على صعيد العلاقة بين البلدين وكذلك لسماع التقويم اللبناني للقمة اللبنانية - السورية التي اسفرت عن المباشرة بالخطوات العملية نحو ارساء التبادل الديبلوماسي بين البلدين كأولوية على الملفات الاخرى الشائكة منذ اعوام".
ويقولون انّ "فرنسا اصبحت واضحة في سياستها تجاه سوريا، وهي تقول لها صراحة بأنّ طريقها الوحيد للعبور الى العالم بأسره يكون عبر البوابة اللبنانية وحلّ القضية السياسية العالقة في هذا البلد، مشددين على انّ فرنسا تبعث من خلال سياستها الراهنة تجاه لبنان وسوريا رسائل واضحة الى اللبنانيين، وهي المعروفة بالام الحنون، بانها لن تبيع لبنان وتسعى جاهدة الى جعله المدماك الاساسي في اعادة بناء علاقتها مع سوريا، وتشترط حل قضاياه لاتمام تطبيع العلاقات مع النظام السوري".
ويرى بعض مصادر المعارضة في زيارة ساركوزي لدمشق "خطوة ايجابية تعيد سكة العلاقة بين البلدين الى مسارها الصحيح بعد فترة من الخلل الناتج من سياسة حاقدة مارسها الرئيس شيراك تجاه النظام في سوريا على خلفية اتهامه بضلوعها في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الشهيد رفيق الحريري من دون وجود ادلة تفيد بصحة الاتهام الى الان". وتلفت الى انّ "الانفتاح الفرنسي على دمشق دليل على استيعاب فرنسا واقتناعها بضرورة استعادة سوريا دورها الطبيعي والفاعل في المنطقة العربية لانّ محاولة المجتمع الدولي عزلها ادت الى نتائج سلبية والى خلق ازمات في بلدان عدة في المنطقة، نتجت ايضا من الاحتدام في العلاقة بين سوريا ودول الاعتدال العربي كمصر والسعودية والاردن وتمثلت خير تمثيل في لبنان من خلال الازمة السياسية التي عاناها طوال عامين".
وتعتبر "التقدم في العلاقة السورية- الفرنسية وعودة سوريا الى الساحة الدولية من جديد، تطورا شديد الايجابية سينعكس حتما على تحسن الاوضاع في لبنان وسيسرّع في مسار تصحيح العلاقات بين البلدين تمهيدا لفتح صفحة جديدة وانهاء كل الملفات الشائكة والعالقة بينهما".
وترى في الزيارة إنجازاً للدبلوماسية السورية "التي برهنت مرة أخرى سلامة نهجها وإخلاصها لمبادئها، فالرئيسان الفرنسي والسوري اتفقا في خلال لقائهما في تموز (يوليو) الفائت على جملة من الخطوط العامة لتحركهما المشترك في ما يخص العديد من ملفات المنطقة، إضافة إلى الموضوع اللبناني الذي تسير أزمته نحو الانفراج وفق اتفاق الدوحة الذي باركته دمشق وباريس، وأبدى ساركوزي حماسة للدخول على خط المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية".
تماثل لبناني - فرنسي
الى ذلك، يقول مصدر نيابي مطلع في قوى الاكثرية النيابية انّ "مجيء كوشنير الى بيروت في زيارة سبقت توجهه الى العاصمة السورية تحضيرا لزيارة ساركوزي، رمى الى "استطلاع المناخات والآراء اللبنانية حول تطور الاوضاع مع سوريا لاسيما بعد القمة التي عقدت بين البلدين بعد فترة من الفتور بينهما وصلت الى حدّ عداء بعض القوى اللبنانية للنظام في دمشق، وفي الفترة الفاصلة بين زيارة الرئيس السوري لفرنسا".
ويشير المصدر الى انّه "في خلال الاجتماع الذي ضمّ اقطاب الموالاة مع الوزير الفرنسي، عرض هؤلاء مجموعة مطالب ابزرها:
- الا تكون العلاقات الفرنسية -السورية المستجدة على حساب العلاقات اللبنانية –السورية. واكد كوشنير أن العلاقات الفرنسية -السورية "يستحيل أن تمر إلا عبر العلاقات الفرنسية – اللبنانية".
- أثار الوفد موضوع طرابلس مشيرا الى ما قال انه "دور اساسي لعبته الاستخبارات السورية" في عاصمة الشمال، مما يعني أن "سوريا وخلافا للظنون الفرنسية لم تخرج بعد من معادلة التخريب اللبناني الداخلي".
- التعبير عن شك قوى الرابع عشر من آذار (مارس) في أن سوريا ستقدم فعلا على الإيفاء بوعودها في ما يختص بتبادل السفراء، و"تجلّى ذلك في تسويف آلية اتخاذ القرار في سوريا، بحيث لم يعرف ما إذا كان قد حدّد اي موعد لمجلس الشعب لاستصدار القرار".
- مطالبة باريس بوضع جدول زمني واضح لتنفيذ واتمام التبادل الديبلوماسي، خصوصا انّ "هذا التبادل كمبدأ ليس إنجازا فرنسيا، فاللبنانيون توافقوا عليه في خلال الحوار الوطني في العام 2006".
- تشديد قوى الرابع عشر من آذار (مارس) على ضرورة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في مزارع شبعا، و"الا تستمر سوريا في التعاطي مع لبنان بالمنهجية نفسها التي سادت العلاقة بينهما في فترة الوصاية وما بعد الانسحاب".
- اصرار هذه القوى على حلّ قضية المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية وعدم ربطها بقضية المفقودين في خلال الحرب في لبنان وبما سمّته قضية مواطنيها المفقودين في لبنان.
ويرى المصدر ان "كل الهواجس التي نقلتها الموالاة الى كوشنير كانت محور كلامه في المؤتمر الصحافي الختامي في دمشق، وفي ذلك دلالة واضحة على التوجه الفرنسي الذي لا يزال يجعل "الفيزا" الفرنسية (واستطرادا الاروربية) الى دمشق رهنا بموقفها من الملف اللبناني".
رغبات سوريا .. الاميركية!
وفي وقت يستغرب بعض المراقبين "التقدم المطّرد في العلاقة الفرنسية- السورية على خلفية تحسن الاوضاع السياسية في لبنان من دون ان يمتد هذا الانفتاح الفرنسي على دول عربية أخرى منها مصر والسعودية، خصوصا انّ لبنان كان السبب المعلن لخلافات سوريا مع كل من فرنسا والسعودية ومصر"، تبرز رغبة سورية واضحة في أن ترعى الولايات المتحدة الاميركية، الى جانب فرنسا، المفاوضات المباشرة بين دمشق وتل ابيب.
في هذا الاطار، يفيد تقرير ديبلوماسي غربي انّ الرئيس السوري "بات مستعدا لمحادثات سلام مباشرة مع اسرائيل من دون الوسيط التركي في حال قبلت الولايات المتحدة ان تتشارك مع فرنسا في رعاية هذه المحادثات المباشرة". ويلفت الى ان "هذا النوع من اللقاء المباشر بين سوريا واسرائيل "قد ينقل الحوار بينهما الى مستوى متقدم".
ويشير التقرير الى انّ "الجانب السوري يريد ان يقع على دلائل ملموسة من الادارة الاميركية الحالية بأنّ الرئيس جورج بوش يدعم المسار التفاوضي بين البلدين وهو جاهز لملاقاة فرنسا الى رعاية هذه التفاوض بشكل علني". لكنه يلفت الى "تشاؤم سوري في امكان تحقيق هذه الرغبة لانّ الادارة الاميركية الراهنة، التي سعت الى معاقبة النظام السوري وعزله، لن تتحول الى دعم مفاوضاته المباشرة مع اسرائيل".
ويلفت الى انّ "دمشق تريد دورا اميركيا راعيا لمفاوضاتها مع تل ابيب كضمان لانسحاب اسرائيل من هضبة الجولان المحتل حتى حدود حزيران (يونيو) 1967، على الرغم من حصول السوريين على ضمانات تركية بالانسحاب الاسرائيلي والاتفاق في مرحلة لاحقة حول الحدود والمياه والمسائل التقنية الاخرى".
ويعتقد التقرير الديبلوماسي انّ "سوريا تحاول تمتين علاقاتها مع تركيا وفرنسا وروسيا وحتى الولايات المتحدة واسرائيل، وتحاول ان تشكل بهذه الطريقة جسر عبور لهذه الدول الى ايران كبديل عن السياسة الهادفة الى عزلها، على الرغم من انّ سوريا لم تعد شديدة الحرص على تحالفها مع الدولة الفارسية خصوصا بعدما شرعت في مفاوضاتها غير المباشرة مع اسرائيل عبر الوساطة التركية".
ويخلص الى انّه "في حال قبلت اميركا برعايتها لقاء مباشرا بين السوريين والاسرائيليين فانّ هذا الامر سيشكّل فرصة لتفحص نيات كل الاطراف المعنية بهذا التفاوض نحو السلام".
اجتازت العلاقات السورية- الفرنسية بنجاح حتى الآن اختبارات عدة مرت بها منذ بدء مسيرة تطبيع العلاقات بين الجانبين والتي كانت تأثرت سلباً في عهد الرئيس السابق جاك شيراك لأسباب معروفة. وربما شكلت الأزمة اللبنانية، التي تشهد انفراجات متواصلة، أكثر هذه الاختبارات حساسية. وكانت الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس ميشال سليمان لدمشق، حافزاً إضافياً لمواصلة الانفراج السوري- الفرنسي.
وفي اطار الكلام المعلن عن مراقبة وتلمّس فرنسا للخطوات التي تقوم بها سوريا على خط العلاقة مع لبنان كان بارزا الخطاب الذي ألقاه الرئيس ساركوزي في باريس في الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، حيث برر الحوار مع دمشق، مشيرا الى أنه كان طريقا خطرا، لكنه أدى الى النتائج المرجوة، لافتا الى "أهمية التصالح مع كل من هم على استعداد للتطور". وأقر أنه "سمع الكثير من التعليقات من واشنطن على انفتاحه على سوريا"، الا أنه اختار "الشروع في درب آخر غير خيار عزلة هذا البلد، وهو خيار واعد، بدليل ان الحوار أدى الى تقدم ملموس وهو انتخاب الرئيس ميشال سليمان".
وأوضح ان لقاءه الرئيس السوري بشار الأسد في باريس "أتاح تسجيل تقدمين، هما الاعلان الرسمي عن اقامة علاقات ديبلوماسية للمرة الاولى بين بيروت ودمشق، وقرار ان تكون ثمة رعاية مشتركة فرنسية واميركية لمفاوضات سورية – اسرائيلية مباشرة ورعاية لتنفيذ اتفاق السلام الذي ستتخمض عنه هذه المفاوضات بما في ذلك الترتيبات الامنية". وأكد عزمه على مواصلة هذا "الحوار (الفرنسي – السوري) المجدي في شأن هذه الملفات وملفات اخرى".
البوابة اللبنانية
ويرى بعض المتابعين للتطورات السياسية على صعيد العلاقات الفرنسية- السورية انّ "فرنسا تراقب عن كثب تطور العلاقات اللبنانية- السورية وتستمر بتعبيد طريقها الى دمشق عبر البوابة اللبنانية، متقدمة خطوة خطوة نحو استعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا تماشيا مع ما اعلنه الرئيس ساركوزي قبل اتفاق الدوحة وبعده، لافتين الى انّ زيارة الوزير كوشنير لبيروت رمت الى تلمّس التطورات على صعيد العلاقة بين البلدين وكذلك لسماع التقويم اللبناني للقمة اللبنانية - السورية التي اسفرت عن المباشرة بالخطوات العملية نحو ارساء التبادل الديبلوماسي بين البلدين كأولوية على الملفات الاخرى الشائكة منذ اعوام".
ويقولون انّ "فرنسا اصبحت واضحة في سياستها تجاه سوريا، وهي تقول لها صراحة بأنّ طريقها الوحيد للعبور الى العالم بأسره يكون عبر البوابة اللبنانية وحلّ القضية السياسية العالقة في هذا البلد، مشددين على انّ فرنسا تبعث من خلال سياستها الراهنة تجاه لبنان وسوريا رسائل واضحة الى اللبنانيين، وهي المعروفة بالام الحنون، بانها لن تبيع لبنان وتسعى جاهدة الى جعله المدماك الاساسي في اعادة بناء علاقتها مع سوريا، وتشترط حل قضاياه لاتمام تطبيع العلاقات مع النظام السوري".
ويرى بعض مصادر المعارضة في زيارة ساركوزي لدمشق "خطوة ايجابية تعيد سكة العلاقة بين البلدين الى مسارها الصحيح بعد فترة من الخلل الناتج من سياسة حاقدة مارسها الرئيس شيراك تجاه النظام في سوريا على خلفية اتهامه بضلوعها في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الشهيد رفيق الحريري من دون وجود ادلة تفيد بصحة الاتهام الى الان". وتلفت الى انّ "الانفتاح الفرنسي على دمشق دليل على استيعاب فرنسا واقتناعها بضرورة استعادة سوريا دورها الطبيعي والفاعل في المنطقة العربية لانّ محاولة المجتمع الدولي عزلها ادت الى نتائج سلبية والى خلق ازمات في بلدان عدة في المنطقة، نتجت ايضا من الاحتدام في العلاقة بين سوريا ودول الاعتدال العربي كمصر والسعودية والاردن وتمثلت خير تمثيل في لبنان من خلال الازمة السياسية التي عاناها طوال عامين".
وتعتبر "التقدم في العلاقة السورية- الفرنسية وعودة سوريا الى الساحة الدولية من جديد، تطورا شديد الايجابية سينعكس حتما على تحسن الاوضاع في لبنان وسيسرّع في مسار تصحيح العلاقات بين البلدين تمهيدا لفتح صفحة جديدة وانهاء كل الملفات الشائكة والعالقة بينهما".
وترى في الزيارة إنجازاً للدبلوماسية السورية "التي برهنت مرة أخرى سلامة نهجها وإخلاصها لمبادئها، فالرئيسان الفرنسي والسوري اتفقا في خلال لقائهما في تموز (يوليو) الفائت على جملة من الخطوط العامة لتحركهما المشترك في ما يخص العديد من ملفات المنطقة، إضافة إلى الموضوع اللبناني الذي تسير أزمته نحو الانفراج وفق اتفاق الدوحة الذي باركته دمشق وباريس، وأبدى ساركوزي حماسة للدخول على خط المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية".
تماثل لبناني - فرنسي
الى ذلك، يقول مصدر نيابي مطلع في قوى الاكثرية النيابية انّ "مجيء كوشنير الى بيروت في زيارة سبقت توجهه الى العاصمة السورية تحضيرا لزيارة ساركوزي، رمى الى "استطلاع المناخات والآراء اللبنانية حول تطور الاوضاع مع سوريا لاسيما بعد القمة التي عقدت بين البلدين بعد فترة من الفتور بينهما وصلت الى حدّ عداء بعض القوى اللبنانية للنظام في دمشق، وفي الفترة الفاصلة بين زيارة الرئيس السوري لفرنسا".
ويشير المصدر الى انّه "في خلال الاجتماع الذي ضمّ اقطاب الموالاة مع الوزير الفرنسي، عرض هؤلاء مجموعة مطالب ابزرها:
- الا تكون العلاقات الفرنسية -السورية المستجدة على حساب العلاقات اللبنانية –السورية. واكد كوشنير أن العلاقات الفرنسية -السورية "يستحيل أن تمر إلا عبر العلاقات الفرنسية – اللبنانية".
- أثار الوفد موضوع طرابلس مشيرا الى ما قال انه "دور اساسي لعبته الاستخبارات السورية" في عاصمة الشمال، مما يعني أن "سوريا وخلافا للظنون الفرنسية لم تخرج بعد من معادلة التخريب اللبناني الداخلي".
- التعبير عن شك قوى الرابع عشر من آذار (مارس) في أن سوريا ستقدم فعلا على الإيفاء بوعودها في ما يختص بتبادل السفراء، و"تجلّى ذلك في تسويف آلية اتخاذ القرار في سوريا، بحيث لم يعرف ما إذا كان قد حدّد اي موعد لمجلس الشعب لاستصدار القرار".
- مطالبة باريس بوضع جدول زمني واضح لتنفيذ واتمام التبادل الديبلوماسي، خصوصا انّ "هذا التبادل كمبدأ ليس إنجازا فرنسيا، فاللبنانيون توافقوا عليه في خلال الحوار الوطني في العام 2006".
- تشديد قوى الرابع عشر من آذار (مارس) على ضرورة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في مزارع شبعا، و"الا تستمر سوريا في التعاطي مع لبنان بالمنهجية نفسها التي سادت العلاقة بينهما في فترة الوصاية وما بعد الانسحاب".
- اصرار هذه القوى على حلّ قضية المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية وعدم ربطها بقضية المفقودين في خلال الحرب في لبنان وبما سمّته قضية مواطنيها المفقودين في لبنان.
ويرى المصدر ان "كل الهواجس التي نقلتها الموالاة الى كوشنير كانت محور كلامه في المؤتمر الصحافي الختامي في دمشق، وفي ذلك دلالة واضحة على التوجه الفرنسي الذي لا يزال يجعل "الفيزا" الفرنسية (واستطرادا الاروربية) الى دمشق رهنا بموقفها من الملف اللبناني".
رغبات سوريا .. الاميركية!
وفي وقت يستغرب بعض المراقبين "التقدم المطّرد في العلاقة الفرنسية- السورية على خلفية تحسن الاوضاع السياسية في لبنان من دون ان يمتد هذا الانفتاح الفرنسي على دول عربية أخرى منها مصر والسعودية، خصوصا انّ لبنان كان السبب المعلن لخلافات سوريا مع كل من فرنسا والسعودية ومصر"، تبرز رغبة سورية واضحة في أن ترعى الولايات المتحدة الاميركية، الى جانب فرنسا، المفاوضات المباشرة بين دمشق وتل ابيب.
في هذا الاطار، يفيد تقرير ديبلوماسي غربي انّ الرئيس السوري "بات مستعدا لمحادثات سلام مباشرة مع اسرائيل من دون الوسيط التركي في حال قبلت الولايات المتحدة ان تتشارك مع فرنسا في رعاية هذه المحادثات المباشرة". ويلفت الى ان "هذا النوع من اللقاء المباشر بين سوريا واسرائيل "قد ينقل الحوار بينهما الى مستوى متقدم".
ويشير التقرير الى انّ "الجانب السوري يريد ان يقع على دلائل ملموسة من الادارة الاميركية الحالية بأنّ الرئيس جورج بوش يدعم المسار التفاوضي بين البلدين وهو جاهز لملاقاة فرنسا الى رعاية هذه التفاوض بشكل علني". لكنه يلفت الى "تشاؤم سوري في امكان تحقيق هذه الرغبة لانّ الادارة الاميركية الراهنة، التي سعت الى معاقبة النظام السوري وعزله، لن تتحول الى دعم مفاوضاته المباشرة مع اسرائيل".
ويلفت الى انّ "دمشق تريد دورا اميركيا راعيا لمفاوضاتها مع تل ابيب كضمان لانسحاب اسرائيل من هضبة الجولان المحتل حتى حدود حزيران (يونيو) 1967، على الرغم من حصول السوريين على ضمانات تركية بالانسحاب الاسرائيلي والاتفاق في مرحلة لاحقة حول الحدود والمياه والمسائل التقنية الاخرى".
ويعتقد التقرير الديبلوماسي انّ "سوريا تحاول تمتين علاقاتها مع تركيا وفرنسا وروسيا وحتى الولايات المتحدة واسرائيل، وتحاول ان تشكل بهذه الطريقة جسر عبور لهذه الدول الى ايران كبديل عن السياسة الهادفة الى عزلها، على الرغم من انّ سوريا لم تعد شديدة الحرص على تحالفها مع الدولة الفارسية خصوصا بعدما شرعت في مفاوضاتها غير المباشرة مع اسرائيل عبر الوساطة التركية".
ويخلص الى انّه "في حال قبلت اميركا برعايتها لقاء مباشرا بين السوريين والاسرائيليين فانّ هذا الامر سيشكّل فرصة لتفحص نيات كل الاطراف المعنية بهذا التفاوض نحو السلام".