السبت، 20 سبتمبر 2008

طالب دعاوى الطلاق ينشد زواجا عرفيا ويكرّس اعادة التموضع!

Sphere: Related Content
جنبلاط يتذمّر من حليفَيه المسيحيَيْن: ما نفعهما اذا هجم "حزب الله" من كفرشيما وحومال وبدادون؟
طالب دعاوى الطلاق ينشد زواجا عرفيا ويكرّس اعادة التموضع!

لقاء نصرالله – جنبلاط يفتح الباب امام سيد المختارة الى دمشق؟
رياح اقليمية ودولية في المختارة لطّفت خطاب قاطنها ودوّرت الزوايا


ينشر في "الاسبوع العربي" في 29/9/2008
لم يكن مفاجئا للرأي العام اللبناني مشهد استدارة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط نحو "حزب الله"، على الرغم من كل التصاريح والاتهامات التي وجهها اليه والتي وصلت الى حد التلميح بعلاقته المباشرة بالاغتيالات التي شهدها لبنان في الفترة التي سبقت اتفاق الدوحة، كذلك اتهامات الحزب له بالكذب والعمالة والتخوين. اراد جنبلاط اسقاط النظام في دمشق ولكن رغبته لم تتماش مع السياسة الدولية وخصوصا الاميركية، التي عادت واكتفت بطلب تغيير السلوك بعدما روجت سياسة اسقاط النظام، فعاد زعيم المختارة ليرتب سياسته الداخلية وفق ما يتماشى مع المتغير الاقليمي والدولي.
تبدلت رياح جنبلاط بعد احداث ايار (مايو) الفائت والاشتباكات التي شهدها الجبل اللبناني على خلفية الاحتدام السياسي الذي وصل الى حد العداء بين الحزب التقدمي الاشتراكي و"حزب الله"، لا سيما بعد حديث جنبلاط عن كاميرات المراقبة الراصدة للمدرج 17 في مطار بيروت والمطالبة باقالة قائد جهاز امن المطار العميد وفيق شقير وكذلك حديثه عن الشبكة الهاتفية الخاصة بـ "حزب الله" "الممتدة الى المناطق المسيحية". فانخفض منسوب حدة الخطاب الجنبلاطي بعد هذه الاحداث ليلامس التهدئة والحوار. وانتقل من استحالة التعايش مع سلاح "حزب الله" ونعته بالشمولية والغوغائية وبانه امتداد لنزعة الهيمنة الفارسية، إلى أن "لا مجال لإلغاء الحزب"، وأن الحوار معه ضرورة تفرضها معادلات محلية وإقليمية ودولية، مع الدعوة إلى إيجاد صيغة لإدخال هذه "القوة الجهادية" تدريجا في الدولة ضمن إستراتيجيا دفاعية.
هكذا انقلب المشهد من تصادم الى تصافح ومن شبه عداء وتخوين الى انفتاح وتعايش، حدّاً بات اللبنانيون مدهوشين امام خبر مصالحة خلدة، هل يعيشون حلما ام يعاينون واقعا؟
الحلفاء عبءاً؟
التفاهم الوطني الابعد من التحالفات السياسية كان عنوان المصالحة التي تمت في خلدة برعاية وزير الشباب والرياضة ووسيط التهدئة في الجبل اثناء احداث ايار(مايو) الامير طلال ارسلان، لكنّ اوساطا سياسية مراقبة ترى في هذه الخطوة الانفتاحية التي ترجمت في لقاء خلدة "فعلا غارقا في الماضي وليس مستقبليا بمعنى انه ليس وليدة اللحظة التي تلت عملية اغتيال عضو المجلس السياسي في الحزب اللبناني الديموقراطي الشيخ صالح فرحان العريضي بل هو وليد "تكتيك" غير مرئي، يعود اقله الى السابع من أيار (مايو)". ويربطون بين هذا الواقع وبين تصريحات جنبلاط وتصرفاته "التي نادرا ما تخلو من الدهاء السياسي"، لافتين في هذا الاطار الى كلامه الانتقادي الاخير عبر بعض وسائل الاعلام المكتوبة لحلفائه الاساسيين:
أ-من رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري بقوله انّ مذهبية "المستقبل" باتت تتفوق على عروبته ووطنيته، وبأنّ الحريري لن يستطيع بناء حزب لانه تياره يعتمد على الخدمات والتعليم والمستشفيات،
ب-الى حليفيه المسيحيين في قوى الربع عشر من آذار (مارس) اي حزبي الكتائب و"القوات اللبنانية"، والاخيرة نالت القسط الاكبر من الانتقاد لا سيما بعد قول جنبلاط لرئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع في احد اجتماعات قوى الموالاة: "سأعيد لك الوديعة" في الجبل، ويعني في هذا النائب جورج عدوان.
وتكشف الاوساط لـ "الاسبوع العربي" ان جنبلاط صارح زواره في شأن مستقبل علاقته بحلفائه المسيحيين (مع وقف التنفيذ!)، فقال ان "حزب الله" يمكنه الوصول الى الجبل من الضاحية عبر كفرشيما وحومال وبدادون، فماذا ينفعني حزبا الكتائب و"القوات اللبنانية"؟ وسأل: "ما هي القيمة المضافة التي يمكن ان يقدماها في الانتخابات النيابية المقبلة؟". ولمّح بانهما اصبحا حملا عليه، معترفا لو بشكل مبطن أن رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون "هو خيار المسيحيين اليوم".
المصالحة فرض لا خيار
وفيما اجمعت المواقف السياسية على الترحيب بمصالحة خلدة كخطوة ايجابية لوأد الفتنة والاحتقان وارساء مناخ من التعايش في الجبل بعد الاشتباكات التي شهدها منذ اشهر بين الاطراف المتصالحة،
يرى مصدر ديبلوماسي رفيع في بيروت انّ "لقاء المصارحة والمصالحة في خلدة، حظي باهتمام سياسي وديبلوماسي، لانه سيؤسس الى مرحلة جديدة من التعاطي بين فريقين اساسيين في الموالاة والمعارضة ستنسحب حكما على الكتلتين السياسيتين المتصارعتين، وسيكون له وقعه الايجابي في الحوارات المرتقبة حول الاستراتيجيا الدفاعية".
ويعتبر ان "المسعى الى اعادة رص الصف داخل الطائفة الدرزية من جهة، واصلاح ذات البيْن بين الطائفة والمجموعتين الشيعيتين وجمهور كل من "حزب الله" وحركة "امل"، من شأنهما ان ينتجا حوارا هادئا على مستوى الموالاة والمعارضة، لا مانع من ان يسلك طريقه بالتوازي مع حوار بعبدا لكن بالتأكيد بالتكامل معه، ذلك ان الجلسة الاولى التي انعقدت في السادس عشر من ايلول (سبتمبر) وضعت الآليات المناسبة للحوار حول الاستراتيجيا الدفاعية، لكن المتحاورين سينقطعون عن اللقاء تحت مظلة بعبدا لقرابة الشهر، بسبب ارتباط رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بسفرات عدة من نيويورك وواشنطن الى عدد من العواصم العربية والاقليمية بينها الرياض وطهران وربما القاهرة، وفي هذه الحال، وبفعل اتاحة هوامش من المصالحات، ومن المفيد اذذاك استمرار الحوار الموازي للحوار الرسمي عبر ممثلين للقيادات في فريقي الازمة، لان اي تعبيد للطريق من شأنه ان يسهل مهمة رئيس الجمهورية في الخروج بخلاصات واضحة ونهائية حول الملفات والعناوين موضع النزاع".
ويشير الى ان "المصارحة الممهدة الى المصالحة اضحت فرضا، ولم تعد ترفا او خيارا يبحث فيه على هامش التطورات وفي ضوئها، ذلك ان جميع الافرقاء المحليين والمحيطين بلبنان وقعوا على خطورة تفلت الشارع ونمو مجموعات متطرفة ستسحب البساط من تحت اقدام الجميع، لبنانيين كانوا ام جيرانا لهم".
ترحيب ولكن...
ولا يخفي مصدر موال من القوى الحليفة للنائب جنبلاط "الارتياح لأي مصالحة تحصل بين اللبنانيين خصوصا تلك التي تمت بين "الاشتراكي" و"حزب الله" لا سيما أنها أتت بعد إشكالات كبيرة حصلت يجب معالجة تداعياتها وعدم التقصير في ارساء الوفاق الوطني". ويؤكد المصدر "الثقة الكاملة بالحليف الاشتراكي وبخطه السيادي والوطني"، مشيرا الى ان المصالحة التي تمت جاءت نتيجة الواقعية التي تحلى بها "حزب الله" بمقاربته للمواضيع الداخلية، حيث رأى ضرورة أن يكون تفاهم بين اللبنانيين وحوار الند للند وعدم وجود إمكانية لأي مشروع غلبة، وتاليا فهذه الأمور جميعها ساهمت في وجود عقلانية في التعاطي بين الأطراف اللبنانية".
ويشير الى أنّ "لقاء خلدة" جاء "نتيجة قناعة الحزب الاشتراكي وعلى رأسه النائب جنبلاط بأن مسألة سلاح "حزب الله" هي مسألة إقليمية ولا يمكن التعامل معها في الداخل من دون إراقة الكثير من الدماء". ويقول: "اذا كانت المصالحة تؤدي الى حقن الدماء ووقف المشاحنات وإقفال باب التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية في كل شاردة وواردة فهي مطلوبة".
في غضون ذلك، يرى مصدر نيابي في قوى المعارضة (السابقة) انّ لمصالحة خلدة "نكهة خاصة لانها ربما قد تشكل مقدمة لعودة المهجرين الى الجبل، بكامل كرامتهم وحقوقهم السياسية ما قد يمهد لمصالحة حقيقية". ويشدد على أن "تحقيق هذه العودة المادية والمعنوية للمهجرين تشكل الحجر الاساس للمصالحة الشاملة في الجبل وقد تكون حتى مقدمة لتحالف انتخابي مع الحزب الاشتراكي ولكن على قاعدة واضحة وليس لفترة موقتة وعلى حساب دماء الشهداء الذين سقطوا في الجبل أو على خلفية مصلحة معينة".
اقتراب اللقاء – الحدث؟
وفيما تنقل مصادر رئيس "اللقاء الديموقراطي" عنه تأكيده ان "المواقف المرنة التي يعتمدها هي اكثر من ضرورة لتفادي اي تطورات على الارض، تنفي ان يكون الذي حصل في دارة خلدة، وبمبادرة من ارسلان، يشكل خطوة في سلسلة خطوات تقود الى المصالحة بين جنبلاط ودمشق"، لتضيف انه "يعطي الاولوية للمصالحة الداخلية التي يعتبرها اساسية جدا في الوقت الحاضر".
وتكشف مصادر مقربة من "حزب الله" أن اللقاء بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله والنائب جنبلاط بات قريباً جداً، ويمكن أن يحصل في خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وتشير الى أن "الظروف السياسية لدى جنبلاط باتت ناضجة لمثل هذا اللقاء، وأن ارسلان الذي بادر الى عقد لقاء خلدة، ناقش أمر اللقاء مع سيد المختارة الذي افصح أعلن عن جهوزيته واستعداده".
وتؤكد المصادر "أن لجنة تألفت في خلال لقاء خلدة انطلقت مباشرة للعمل على تحضير وثيقة للتفاهم السياسي بين الطرفين بقصد الوصول في نهاية المطاف الى الاتفاق على قواسم مشتركة سياسية يتم الاعلان عنها على شكل وثيقة تفاهم، وتوضح أن "حزب الله" ينتظر من الطرف الآخر إعلان نوايا "تؤكد عدم العودة في العلاقة بين الطرفين الى الوضع الذي كان سائداً قبل محطة السابع من أيار، مع التشديد على ضرورة إبقاء الخلاف السياسي في حال حصوله بعيداً عن المقاومة وسلاحها".
وتتوقع المصادر ذاتها أن "يفتح اللقاء بين نصر الله وجنبلاط الطريق مباشرة أمام زعيم المختارة نحو العاصمة السورية".


ليست هناك تعليقات: