القرار 1832 مدد لـ "اليونيفيل".. ولهدنة قسرية تغلي على صفيح من بارود
هاجس الحرب يطوّق لبنان من شماله الى جنوبه!
هلع في اسرائيل من تسلح "حزب الله".. بلغ حدّ الهلوسة
الحريري يسارع الى استيعاب الصراع السني – العلوي تفاديا لـ جورجيا ثانية!
هاجس الحرب يطوّق لبنان من شماله الى جنوبه!
هلع في اسرائيل من تسلح "حزب الله".. بلغ حدّ الهلوسة
الحريري يسارع الى استيعاب الصراع السني – العلوي تفاديا لـ جورجيا ثانية!
ينشر في "الاسبوع العربي" في 15/9/2008
مع المسار الذي تسلكه المنطقة نحو السلام والتطورات الايجابية على صعيد العلاقة اللبنانية - السورية وكذلك الانفتاح الاوروبي - وخصوصا الفرنسي - على سوريا، يبدو غريبا الحديث في لبنان عن امكان اندلاع حرب ما. لكنّ عدم الاستقرار الذي يعيشه الشمال والجهوزية المطلقة لـ "حزب الله" في الجنوب والتهديد الاسرائيلي، كل ذلك معطوفا على الكلام الديبلوماسي التحذيري من خطر الانفجار، يجعل التساؤل لا بل الترقب والحذر امرا مشروعا ومبررا.
اثار كلام الرئيس السوري بشار الاسد، في افتتاح القمة الرباعية في دمشق والتي جمعته الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وامير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوغان، سلسلة ردود فعل سياسية محلية ودولية، فاعتبره البعض تحذيرا مبطنا من امكان تفجر الاوضاع في شمال لبنان، خصوصا بإعلانه انّ الوضع في هذا البلد ما زال هشا، وبإعرابه عن القلق لما يحصل في الشمال، وبتأكيده ان كل الحلول لا قيمة لها ما لم تحل مشكلة التطرف الذي تدعمه دولا. وادرج بعض الفرقاء كلام الاسد في خانة التمهيد لتبرير اي تدخل او عودة سورية الى لبنان هذه المرة عبر البوابة الشمالية.
حديث الاسد معطوفا على كلام وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الذي حذّر من حرب في جنوب لبنان لربما تتجاوز الحدود من غير ان يخف قلقه من الاوضاع في طرابلس، وعلى اعلان نظيره المصري احمد ابو الغيط انّ بلاده طالبت وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بالكف عن تهديد لبنان بالحرب منبّها من انفجار تتطاير شظاياه من طرابلس، هذا الحديث يصب في خانة الانذار المتصاعد من امكان تفجر الاوضاع، شمالا كان ام جنوبا.
فكلام كل من كوشنير وابو الغيط بدا كأنّه يساوي بين حربين في احتمالاتهما وخطرهما: واحدة في الجنوب مصدرها اسرائيل، وثانية من الشمال مصدرها سوريا. والاثنتان مرتبطتان ببعد اقليمي اكثر مما هو داخلي وتتصلان بحسابات استراتيجية تختلط فيها ملفات الصواريخ والنفط ومناطق النفوذ والايديولوجيا والامن النووي.
قوة الحزب والتهديد الاسرائيلي
وفي وقت افادت المعلومات ان "حزب الله" انفق نحو 800 مليون دولار على بنيته العسكرية وشبكات دفاعه الارضية، وفي ظل كلام امينه العام السيد حسن نصرالله عن جهوزية تتجاوز رد العدوان قادرة على تدمير اسرائيل بعدما ضاعف الحزب قدراته كما ونوعا بعد حرب تموز (يوليو) واغتيال القيادي الابرز فيه عماد مغنية، كل ذلك يؤشر الى انّ الحزب، الذي يدرك انّ اسرائيل المنكبة على التحضير الى حرب ترمم صورتها بعد اخفاقات جيشها في حرب تموز (يوليو) وتقيها خطر الصواريخ، يستعد الى المنازلة التي ربما يرتبط توقيتها باعتبارات اقليمية - دولية، يقررها احد الطرفين.
ويقول بعض المراقبين لتطور الاحداث الاقليمية انّه "يبدو انّ تل ابيب جاهزة، بحسب الصحافة الاسرائيلية، الى حرب على المفاعلات النووية الايرانية، و"حزب الله" جاهز الى حرب مفتوحة قد تكون شرارتها الاولى الثأر لاغتيال قائده العسكري، مما يزيد من احتمالات الحرب على ايران. ويلفت هؤلاء الى انّه من غير المستبعد ان تستبدل الحرب على ايران بحرب على "حزب الله"، القوة الاقليمية الاهم لطهران، تجنبا لاغلاق مضيق هرمز وحماية لمنابع النفط في الدول الخليجية".
ويربطون هذه احتمالات الحرب هذه بحادثة اسقاط طوافة الجيش اللبناني في سجد ومقتل قائدها سامر حنا حرب، مشيرين الى انّها "تكشف عن مدى الحساسية التي يعانيها "حزب الله" في المرحلة الراهنة، فاطلاق النار على مروحية الجيش للاشتباه بانزال اسرائيلي او تحوطا من اختراق الجيش اللبناني للخط الاحمر في منطقة استراتيجية للحزب، يؤشر الى توتر لافت في وضعيته، اما لتوقعه عدوانا وشيكا واما لعدم اطمئنانه الى الجيش واما للسببين معا".
التمديد لـ "اليونيفل" يحفظ الهدوء
وفي الاطار نفسه، تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية "انّ الاسلحة المتطورة تتدفق الى لبنان، والكميات لدى "حزب الله" كافية لمواجهة ضارية مع اسرائيل في حال وقعت، وهي منتشرة بكثافة شمال الليطاني، وان المقاتلين في حال جهوز كامل للرد على اي هجوم اسرائيلي. وتقول انّه اذا قررت اسرائيل توجيه ضربة الى المنشآت النووية الايرانية، فليس مستبعداً ان يقصف الحزب بالصواريخ المتطورة المراكز الحيوية داخل المدن والمجمعات العسكرية، لافتة الى ان "اسرائيل تخطط ايضاً للقضاء على ترسانة اسلحة الحزب. وهذا يحتّم وقوع معركة جديدة احد لا يمكنه ان يتكهن بحجمها، في ظل تهديد مسؤولين سياسيين وعسكريين بضرب البنى التحتية للدولة اللبنانية بذريعة ان "حزب الله" يسيطر على قرارها".
ويشيرون، في هذا السياق، الى قرار مجلس الامن الدولي 1832 الذي مدّد بموجبه للقوة الدولية "اليونيفل" حتى 31 آب 2009، رابطين هذا القرار بادراك المجلس جيدا ان انهاء مهمة "اليونيفل" في الوقت الحاضر، مع ابقاء ترسانة الحزب من الصواريخ، سيعيد فتح جبهة المقاومة في الجنوب والتي توقفت منذ الانتشار الكثيف لتلك القوة والوعد الذي قطعه الحزب بوقف عملياته انطلاقاً من الجنوب ضد اسرائيل، تقيدا وتنفيذاً للقرار 1701.
ويلاحظون ان "اسرائيل تعيش حالا من الهلع تصل الى حد الهلوسة في بعض الاحيان، نتيجة لمعلوماتها الاستخباراتية عن ان الحزب ضاعف مخزونه الصاروخي ووصل الى 42 الفاً وهي قد ابلغت الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون انها لن تسكت عن هذا التسلح الذي يشكل تهديداً لامنها، وهي تضخ احيانا اخباراً عن اجراءات امنية اتخذتها اجهزتها المختصة لحماية مواطنيها في الخارج لا سيما منهم رجال الاعمال، من عملية انتقام يخطط لها الحزب رداً على اغتيال مغنية في شباط (فبراير) الفائت في دمشق، وفقاً لما وعد به الامين العام للحزب.
ويتوقفون عند آخر رواية بثتها اسرائيل عن احباط اجهزة الامن محاولتين قام بهما الحزب من اجل خطف رجال اعمال اسرائيليين في غرب افريقيا على يد لبنانيين مقيمين هناك.
خطر الانفجار شمالا
وبينما الحديث عن حرب متوقعة جنوبا امر اعتاد اللبنانيون على سماعه، يبقى التساؤل عن اسباب الحديث في الفترة الاخيرة عن حرب قد تستعر شمالا، خصوصا بعد التسريبات عن نزوح علوي من بعض مناطق عكار وجوارها الى سوريا، وكذلك المعلومات الامنية عن خروج مجموعات من جبل محسن في اتجاه الاراضي السورية علما أنّ عددا من هؤلاء كان قد جاء سابقًا من سوريا إلى الجبل نفسه.
في هذا السياق، يرى متابعون للملف السوري- السلفي انّ "سوريا التي وجدت في الاداء الروسي حيال جورجيا مثالا يحتذى، عازمة على التدخل في شمال لبنان لضرب التيار السلفي التكفيري الذي يهدد علويي المنطقة، ومن شأنه زعزعة الاستقرار في المناطق السورية المتاخمة لشمال لبنان". ويذهب هؤلاء الى حدّ القول انّ "التدخل العسكري السوري سيتم بتغطية اوروبية نظرا الى ما يشكله التيار التكفيري من تهديد لقوات "اليونيفل" في جنوب لبنان لا سيما بعد عملية التفجير التي استهدفت الوحدة الاسبانية قبل نحو عامين".
ويعتبرون ان الاسد اراد من خلال حديثه في خلاصات القمة الرباعية عن الوضع في الشمال "توجيه رسالة إنذار مبكر إلى العالم عبر الجالسين معه إلى الطاولة، مفادها أن سوريا قلقة مما يجري في شمال لبنان الذي بات يشكل "خاصرة رخوة" لها، ولن تقف مكتوفة الأيدي حياله، لأنه يهدد أمنها القومي في ضوء الانتماءات السياسية والطائفية والمذهبية للقوى المتنازعة في تلك المنطقة".
ويقولون انّ "الاسد أراد أن يوحي أنّه اذا وجدت دمشق، التي قال انها طلبت من لبنان في القمة الأخيرة اللبنانية- السورية إرسال قوات اضافية من الجيش اللبناني إلى الشمال لضبط الأمن، أن القوى اللبنانية عاجزة عن إنجاز هذه المهمة، فإنها قد تضطر إلى التدخل المباشر لوضع حد لهذا التهديد لأمنها القومي خصوصاً، وللأمن اللبناني ـ السوري عموماً، تماماً كما فعل الرئيس الراحل حافظ الأسد في العام 1976 عندما أدخل القوات السورية إلى لبنان تحت عنوان وقف الحرب الأهلية بين اللبنانيين والتي وجد فيها يومها ما يهدد الأمن القومي لسوريا".
ويرون انّ "التحذيرات التي اطلقها الوزير ابو الغيط من مغبة انفجار الحرب انطلاقا من طرابلس تنطوي على ما هو ابعد من المناوشات الجارية على طرفي خط التماس في شارع سوريا الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن، خصوصا انّ دوائر ديبلوماسية توقفت امام تشبيه الرئيس السوري من موسكو جورجيا بلبنان، ما ايقظ المخاوف من نيات ترتبط بما يمكن ان تعتبره سوريا دفاعا عن مصالحها الاستراتيجية على غرار تبريرات موسكو لتدخلها في جورجيا".
سوريا تحارب الاصولية السنية!
وتفيد بعض التقارير الامنية ان اندلاع المعارك شمالا، سيكون غايةً في الخطورة خصوصا إذا تدخّل الجيش اللبناني لانه من المتوقّع عندها ان تنشب مواجهات بين الجيش وأصوليين ما سيؤدي الى "نهر بارد" جديد. وتتخوّف التقارير من "توسّع رقعة المعارك وصولا الى عكار لتصل الى الحدود اللبنانية – السورية، ما سيستدعي تدخلا سوريا تحت ذريعة حماية الأراضي السورية من الخطر الذي نشأ على حدودها، وهو ما ستشدّد عليه دمشق كي تتدخل في شمال لبنان محاطةً بغطاء دولي مؤيّد للجم الجماعات الاصولية".
وتلفت الى انّ "دمشق ستقدم للمجتمع الدولي ذريعة محاربتها للجماعات الاصولية تبريرا لتدخلها في لبنان ما سيشكّل خدمة للغرب في محاربة وقمع الأصوليات والتطرف، وسينعكس هذا الأمر، في حال حدوثه، سلبا على السُنّة خصوصا وعلى الموالاة والبلد عموما، وسيقلب الامور في لبنان رأسا على عقب".
وتداركًا للوضع الذي تنذر به التقارير الأمنية، تنشط المساعي لتوحيد صفوف السنة ومحاولة استيعاب السلفيين ومنع شق أو اختراق الصف السني وسط مخاوف من أن يكون اتفاق بعض الجماعات السلفية مع "حزب الله" قد جُمّد نظريا فيما النية بإعادة العمل به لا تزال قائمة ومع السلفيين الأساسيين هذه المرة.
ويتساءل المتابعون في هذا الاطار، "هل انّ زيارة رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري لطرابلس الاسبوع الفائت والتي استمرت ثلاثة ايام، ستنجح في انجاز المصالحة الكاملة والفعلية بين الافرقاء المتنازعين في عاصمة الشمال وتوحيد الصف السني خصوصا ومنع شقاقه، تداركا لاي تدهور امني قد يطرأ مع ازدياد الحديث عن محاولات لايقاع الفتنة وتفجر الاوضاع تمهيدا الى اعادة فرض الوصاية على لبنان؟".
اثار كلام الرئيس السوري بشار الاسد، في افتتاح القمة الرباعية في دمشق والتي جمعته الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وامير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوغان، سلسلة ردود فعل سياسية محلية ودولية، فاعتبره البعض تحذيرا مبطنا من امكان تفجر الاوضاع في شمال لبنان، خصوصا بإعلانه انّ الوضع في هذا البلد ما زال هشا، وبإعرابه عن القلق لما يحصل في الشمال، وبتأكيده ان كل الحلول لا قيمة لها ما لم تحل مشكلة التطرف الذي تدعمه دولا. وادرج بعض الفرقاء كلام الاسد في خانة التمهيد لتبرير اي تدخل او عودة سورية الى لبنان هذه المرة عبر البوابة الشمالية.
حديث الاسد معطوفا على كلام وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الذي حذّر من حرب في جنوب لبنان لربما تتجاوز الحدود من غير ان يخف قلقه من الاوضاع في طرابلس، وعلى اعلان نظيره المصري احمد ابو الغيط انّ بلاده طالبت وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بالكف عن تهديد لبنان بالحرب منبّها من انفجار تتطاير شظاياه من طرابلس، هذا الحديث يصب في خانة الانذار المتصاعد من امكان تفجر الاوضاع، شمالا كان ام جنوبا.
فكلام كل من كوشنير وابو الغيط بدا كأنّه يساوي بين حربين في احتمالاتهما وخطرهما: واحدة في الجنوب مصدرها اسرائيل، وثانية من الشمال مصدرها سوريا. والاثنتان مرتبطتان ببعد اقليمي اكثر مما هو داخلي وتتصلان بحسابات استراتيجية تختلط فيها ملفات الصواريخ والنفط ومناطق النفوذ والايديولوجيا والامن النووي.
قوة الحزب والتهديد الاسرائيلي
وفي وقت افادت المعلومات ان "حزب الله" انفق نحو 800 مليون دولار على بنيته العسكرية وشبكات دفاعه الارضية، وفي ظل كلام امينه العام السيد حسن نصرالله عن جهوزية تتجاوز رد العدوان قادرة على تدمير اسرائيل بعدما ضاعف الحزب قدراته كما ونوعا بعد حرب تموز (يوليو) واغتيال القيادي الابرز فيه عماد مغنية، كل ذلك يؤشر الى انّ الحزب، الذي يدرك انّ اسرائيل المنكبة على التحضير الى حرب ترمم صورتها بعد اخفاقات جيشها في حرب تموز (يوليو) وتقيها خطر الصواريخ، يستعد الى المنازلة التي ربما يرتبط توقيتها باعتبارات اقليمية - دولية، يقررها احد الطرفين.
ويقول بعض المراقبين لتطور الاحداث الاقليمية انّه "يبدو انّ تل ابيب جاهزة، بحسب الصحافة الاسرائيلية، الى حرب على المفاعلات النووية الايرانية، و"حزب الله" جاهز الى حرب مفتوحة قد تكون شرارتها الاولى الثأر لاغتيال قائده العسكري، مما يزيد من احتمالات الحرب على ايران. ويلفت هؤلاء الى انّه من غير المستبعد ان تستبدل الحرب على ايران بحرب على "حزب الله"، القوة الاقليمية الاهم لطهران، تجنبا لاغلاق مضيق هرمز وحماية لمنابع النفط في الدول الخليجية".
ويربطون هذه احتمالات الحرب هذه بحادثة اسقاط طوافة الجيش اللبناني في سجد ومقتل قائدها سامر حنا حرب، مشيرين الى انّها "تكشف عن مدى الحساسية التي يعانيها "حزب الله" في المرحلة الراهنة، فاطلاق النار على مروحية الجيش للاشتباه بانزال اسرائيلي او تحوطا من اختراق الجيش اللبناني للخط الاحمر في منطقة استراتيجية للحزب، يؤشر الى توتر لافت في وضعيته، اما لتوقعه عدوانا وشيكا واما لعدم اطمئنانه الى الجيش واما للسببين معا".
التمديد لـ "اليونيفل" يحفظ الهدوء
وفي الاطار نفسه، تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية "انّ الاسلحة المتطورة تتدفق الى لبنان، والكميات لدى "حزب الله" كافية لمواجهة ضارية مع اسرائيل في حال وقعت، وهي منتشرة بكثافة شمال الليطاني، وان المقاتلين في حال جهوز كامل للرد على اي هجوم اسرائيلي. وتقول انّه اذا قررت اسرائيل توجيه ضربة الى المنشآت النووية الايرانية، فليس مستبعداً ان يقصف الحزب بالصواريخ المتطورة المراكز الحيوية داخل المدن والمجمعات العسكرية، لافتة الى ان "اسرائيل تخطط ايضاً للقضاء على ترسانة اسلحة الحزب. وهذا يحتّم وقوع معركة جديدة احد لا يمكنه ان يتكهن بحجمها، في ظل تهديد مسؤولين سياسيين وعسكريين بضرب البنى التحتية للدولة اللبنانية بذريعة ان "حزب الله" يسيطر على قرارها".
ويشيرون، في هذا السياق، الى قرار مجلس الامن الدولي 1832 الذي مدّد بموجبه للقوة الدولية "اليونيفل" حتى 31 آب 2009، رابطين هذا القرار بادراك المجلس جيدا ان انهاء مهمة "اليونيفل" في الوقت الحاضر، مع ابقاء ترسانة الحزب من الصواريخ، سيعيد فتح جبهة المقاومة في الجنوب والتي توقفت منذ الانتشار الكثيف لتلك القوة والوعد الذي قطعه الحزب بوقف عملياته انطلاقاً من الجنوب ضد اسرائيل، تقيدا وتنفيذاً للقرار 1701.
ويلاحظون ان "اسرائيل تعيش حالا من الهلع تصل الى حد الهلوسة في بعض الاحيان، نتيجة لمعلوماتها الاستخباراتية عن ان الحزب ضاعف مخزونه الصاروخي ووصل الى 42 الفاً وهي قد ابلغت الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون انها لن تسكت عن هذا التسلح الذي يشكل تهديداً لامنها، وهي تضخ احيانا اخباراً عن اجراءات امنية اتخذتها اجهزتها المختصة لحماية مواطنيها في الخارج لا سيما منهم رجال الاعمال، من عملية انتقام يخطط لها الحزب رداً على اغتيال مغنية في شباط (فبراير) الفائت في دمشق، وفقاً لما وعد به الامين العام للحزب.
ويتوقفون عند آخر رواية بثتها اسرائيل عن احباط اجهزة الامن محاولتين قام بهما الحزب من اجل خطف رجال اعمال اسرائيليين في غرب افريقيا على يد لبنانيين مقيمين هناك.
خطر الانفجار شمالا
وبينما الحديث عن حرب متوقعة جنوبا امر اعتاد اللبنانيون على سماعه، يبقى التساؤل عن اسباب الحديث في الفترة الاخيرة عن حرب قد تستعر شمالا، خصوصا بعد التسريبات عن نزوح علوي من بعض مناطق عكار وجوارها الى سوريا، وكذلك المعلومات الامنية عن خروج مجموعات من جبل محسن في اتجاه الاراضي السورية علما أنّ عددا من هؤلاء كان قد جاء سابقًا من سوريا إلى الجبل نفسه.
في هذا السياق، يرى متابعون للملف السوري- السلفي انّ "سوريا التي وجدت في الاداء الروسي حيال جورجيا مثالا يحتذى، عازمة على التدخل في شمال لبنان لضرب التيار السلفي التكفيري الذي يهدد علويي المنطقة، ومن شأنه زعزعة الاستقرار في المناطق السورية المتاخمة لشمال لبنان". ويذهب هؤلاء الى حدّ القول انّ "التدخل العسكري السوري سيتم بتغطية اوروبية نظرا الى ما يشكله التيار التكفيري من تهديد لقوات "اليونيفل" في جنوب لبنان لا سيما بعد عملية التفجير التي استهدفت الوحدة الاسبانية قبل نحو عامين".
ويعتبرون ان الاسد اراد من خلال حديثه في خلاصات القمة الرباعية عن الوضع في الشمال "توجيه رسالة إنذار مبكر إلى العالم عبر الجالسين معه إلى الطاولة، مفادها أن سوريا قلقة مما يجري في شمال لبنان الذي بات يشكل "خاصرة رخوة" لها، ولن تقف مكتوفة الأيدي حياله، لأنه يهدد أمنها القومي في ضوء الانتماءات السياسية والطائفية والمذهبية للقوى المتنازعة في تلك المنطقة".
ويقولون انّ "الاسد أراد أن يوحي أنّه اذا وجدت دمشق، التي قال انها طلبت من لبنان في القمة الأخيرة اللبنانية- السورية إرسال قوات اضافية من الجيش اللبناني إلى الشمال لضبط الأمن، أن القوى اللبنانية عاجزة عن إنجاز هذه المهمة، فإنها قد تضطر إلى التدخل المباشر لوضع حد لهذا التهديد لأمنها القومي خصوصاً، وللأمن اللبناني ـ السوري عموماً، تماماً كما فعل الرئيس الراحل حافظ الأسد في العام 1976 عندما أدخل القوات السورية إلى لبنان تحت عنوان وقف الحرب الأهلية بين اللبنانيين والتي وجد فيها يومها ما يهدد الأمن القومي لسوريا".
ويرون انّ "التحذيرات التي اطلقها الوزير ابو الغيط من مغبة انفجار الحرب انطلاقا من طرابلس تنطوي على ما هو ابعد من المناوشات الجارية على طرفي خط التماس في شارع سوريا الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن، خصوصا انّ دوائر ديبلوماسية توقفت امام تشبيه الرئيس السوري من موسكو جورجيا بلبنان، ما ايقظ المخاوف من نيات ترتبط بما يمكن ان تعتبره سوريا دفاعا عن مصالحها الاستراتيجية على غرار تبريرات موسكو لتدخلها في جورجيا".
سوريا تحارب الاصولية السنية!
وتفيد بعض التقارير الامنية ان اندلاع المعارك شمالا، سيكون غايةً في الخطورة خصوصا إذا تدخّل الجيش اللبناني لانه من المتوقّع عندها ان تنشب مواجهات بين الجيش وأصوليين ما سيؤدي الى "نهر بارد" جديد. وتتخوّف التقارير من "توسّع رقعة المعارك وصولا الى عكار لتصل الى الحدود اللبنانية – السورية، ما سيستدعي تدخلا سوريا تحت ذريعة حماية الأراضي السورية من الخطر الذي نشأ على حدودها، وهو ما ستشدّد عليه دمشق كي تتدخل في شمال لبنان محاطةً بغطاء دولي مؤيّد للجم الجماعات الاصولية".
وتلفت الى انّ "دمشق ستقدم للمجتمع الدولي ذريعة محاربتها للجماعات الاصولية تبريرا لتدخلها في لبنان ما سيشكّل خدمة للغرب في محاربة وقمع الأصوليات والتطرف، وسينعكس هذا الأمر، في حال حدوثه، سلبا على السُنّة خصوصا وعلى الموالاة والبلد عموما، وسيقلب الامور في لبنان رأسا على عقب".
وتداركًا للوضع الذي تنذر به التقارير الأمنية، تنشط المساعي لتوحيد صفوف السنة ومحاولة استيعاب السلفيين ومنع شق أو اختراق الصف السني وسط مخاوف من أن يكون اتفاق بعض الجماعات السلفية مع "حزب الله" قد جُمّد نظريا فيما النية بإعادة العمل به لا تزال قائمة ومع السلفيين الأساسيين هذه المرة.
ويتساءل المتابعون في هذا الاطار، "هل انّ زيارة رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري لطرابلس الاسبوع الفائت والتي استمرت ثلاثة ايام، ستنجح في انجاز المصالحة الكاملة والفعلية بين الافرقاء المتنازعين في عاصمة الشمال وتوحيد الصف السني خصوصا ومنع شقاقه، تداركا لاي تدهور امني قد يطرأ مع ازدياد الحديث عن محاولات لايقاع الفتنة وتفجر الاوضاع تمهيدا الى اعادة فرض الوصاية على لبنان؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق