واشنطن بوست
تحالف غير مؤثر
ريتشارد بيرل
كتب ريتشارد بيرل، الزميل بمؤسسة بروكينغز ونائب وزير الدفاع في إدارة الرئيس ريغان سابقاً، مقالاً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "تحالف غير مؤثر"، إستهله بوصف كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية للدول المتحدة في مواجهة إيران والتي تعتمد عليها الإدارة الأمريكية بقولها "تحالف ناجح متعدد الجوانب". أما المرشح الديمقراطي باراك أوباما فقد وصف سياسة الرئيس بوش ضد إيران بقوله إنها "إخفاق تام". ويرى الكاتب أن كلا الرأيين صحيح، إذ أن رايس إستطاعت بالفعل عقد تحالف دولي في مواجهة إيران، بينما يرى أوباما أن هذا التحالف لم يفلح في إبطاء، ناهيك عن وقف، برنامج إيران للأسلحة النووية أو دعمها للجماعات الإرهابية. ويوضح الكاتب أن أفضل ما يوصف به هذا التحالف هو أنه لم يقدم قراراً حاسماً نظراً لأن ثلاثة من المشاركين به يراوغون من أجل مصالحهم الخاصة مع النظام الإيراني، فروسيا تبيع أسلحة متطورة لإيران، والصين تستورد النفط الإيراني وتصدر أسلحة متطورة أيضاً، أما ألمانيا فلديها العديد من الصفقات التجارية مع إيران. أما النظام الإيراني الذي لم يرتدع من تحالف رايس الناجح، فيواصل العمل في برنامجه للأسلحة النووية، ودعمه للإرهابيين في أفغانستان والعراق ولبنان وسورية. بل ولم تلق طهران بالاً لدعوة الرئيس بوش للعالم بالتحالف لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي حماية للأجيال القادمة. ويفسر الكاتب الموقف الحالي بقوله إن الرئيس بوش تخلى عن التعددية منذ تولى الرئاسة وفضل أن يعمل منفرداً مما أفقده الكثير من حلفائه، ولكن هذا لم يكن أساس المشكلة. إذ أن المشكلة الحقيقية هي إلتباس الغايات والوسائل، وهو ما يعاني منه أوباما ورايس. فأي تحالف ما هو إلا وسيلة تؤدي إلى غاية، ولذا لا يجب أن تحمل أكثر من هذا المضمون أو أن تكون غاية في حد ذاتها.وهذا التخبط هو ما يجعل رايس تصف التحالف بأنه ناجح بينما يواجه الفشل في الحقيقة. فالتوصل إلى تحالف متعدد الأطراف يتضمن تسوية تدفع الدول إلى المشاركة به وترتيب أولوياتها للبقاء بهذا التحالف والإتفاق على عمل مشترك. ولذا فقد تنجح بعض تلك التحالفات في الوصول إلى الهدف الذي أُقيمت من أجله، وأحياناً أخرى تفشل حينما لا ترغب الدول المشاركة في إتخاذ قرار إيجابي أو حينما تكتفي بالتوصل إلى تحالف بديل عن العمل على إنجاز الهدف الحقيقي، وهذا ما حدث بتحالف رايس متعدد الجوانب في مواجهة إيران. ثم يختتم الكاتب المقال بقوله إنه كي تُقدم الولايات المتحدة على أي عمل منفرد لمنع برنامج إيران النووي لابد لها من الإعتراف بفشل التحالف المتعدد أولاً، ولكن الرئيس الأمريكي الذي إستنكر البرنامج النووي الإيراني منذ سبع سنوات ونصف لم يعد أمامه سوى أن يقف هو وحلفاؤه يشاهدون إيران تقترب من خط النهاية.
تحالف غير مؤثر
ريتشارد بيرل
كتب ريتشارد بيرل، الزميل بمؤسسة بروكينغز ونائب وزير الدفاع في إدارة الرئيس ريغان سابقاً، مقالاً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "تحالف غير مؤثر"، إستهله بوصف كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية للدول المتحدة في مواجهة إيران والتي تعتمد عليها الإدارة الأمريكية بقولها "تحالف ناجح متعدد الجوانب". أما المرشح الديمقراطي باراك أوباما فقد وصف سياسة الرئيس بوش ضد إيران بقوله إنها "إخفاق تام". ويرى الكاتب أن كلا الرأيين صحيح، إذ أن رايس إستطاعت بالفعل عقد تحالف دولي في مواجهة إيران، بينما يرى أوباما أن هذا التحالف لم يفلح في إبطاء، ناهيك عن وقف، برنامج إيران للأسلحة النووية أو دعمها للجماعات الإرهابية. ويوضح الكاتب أن أفضل ما يوصف به هذا التحالف هو أنه لم يقدم قراراً حاسماً نظراً لأن ثلاثة من المشاركين به يراوغون من أجل مصالحهم الخاصة مع النظام الإيراني، فروسيا تبيع أسلحة متطورة لإيران، والصين تستورد النفط الإيراني وتصدر أسلحة متطورة أيضاً، أما ألمانيا فلديها العديد من الصفقات التجارية مع إيران. أما النظام الإيراني الذي لم يرتدع من تحالف رايس الناجح، فيواصل العمل في برنامجه للأسلحة النووية، ودعمه للإرهابيين في أفغانستان والعراق ولبنان وسورية. بل ولم تلق طهران بالاً لدعوة الرئيس بوش للعالم بالتحالف لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي حماية للأجيال القادمة. ويفسر الكاتب الموقف الحالي بقوله إن الرئيس بوش تخلى عن التعددية منذ تولى الرئاسة وفضل أن يعمل منفرداً مما أفقده الكثير من حلفائه، ولكن هذا لم يكن أساس المشكلة. إذ أن المشكلة الحقيقية هي إلتباس الغايات والوسائل، وهو ما يعاني منه أوباما ورايس. فأي تحالف ما هو إلا وسيلة تؤدي إلى غاية، ولذا لا يجب أن تحمل أكثر من هذا المضمون أو أن تكون غاية في حد ذاتها.وهذا التخبط هو ما يجعل رايس تصف التحالف بأنه ناجح بينما يواجه الفشل في الحقيقة. فالتوصل إلى تحالف متعدد الأطراف يتضمن تسوية تدفع الدول إلى المشاركة به وترتيب أولوياتها للبقاء بهذا التحالف والإتفاق على عمل مشترك. ولذا فقد تنجح بعض تلك التحالفات في الوصول إلى الهدف الذي أُقيمت من أجله، وأحياناً أخرى تفشل حينما لا ترغب الدول المشاركة في إتخاذ قرار إيجابي أو حينما تكتفي بالتوصل إلى تحالف بديل عن العمل على إنجاز الهدف الحقيقي، وهذا ما حدث بتحالف رايس متعدد الجوانب في مواجهة إيران. ثم يختتم الكاتب المقال بقوله إنه كي تُقدم الولايات المتحدة على أي عمل منفرد لمنع برنامج إيران النووي لابد لها من الإعتراف بفشل التحالف المتعدد أولاً، ولكن الرئيس الأمريكي الذي إستنكر البرنامج النووي الإيراني منذ سبع سنوات ونصف لم يعد أمامه سوى أن يقف هو وحلفاؤه يشاهدون إيران تقترب من خط النهاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق