انطلاق مسار جدي للسلام في المنطقة يتهدد بإنهاء ادوار وإبراز اخرى
لبنان "يعاني" صدمة انجازات بعد ركود وفاقة!
لجنة اتصال بين "حزب الله" والاشتراكي من ضمن "سورياليات" جنبلاط
العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا اعلان تحت مجهر المجتمع الدولي
لبنان "يعاني" صدمة انجازات بعد ركود وفاقة!
لجنة اتصال بين "حزب الله" والاشتراكي من ضمن "سورياليات" جنبلاط
العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا اعلان تحت مجهر المجتمع الدولي
ينشر في "الاسبوع العربي"
في 28-7-2008
حفلت الاسابيع الفائتة بالاحداث التي طبعت انطلاقة عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، كأن الفراغ الذي شهدته الحياة السياسية وعاناه المواطنون حملا ثقيلا اعاق مسار حياتهم، تم التعويض عنه بزحمة التطورات والاحداث في الايام الفائتة.
مع عودة الرئيس سليمان من باريس في اطلالته الخارجية الاولى، وما تحقق من انجاز "انتزاع" الاعلان عن اقامة علاقات ديبلوماسية بين بيروت ودمشق من الجانب السوري، ومع الحدث المحلي الوطني في استقبال الاسرى الخمسة المحررين من السجون الاسرائيلية وبينهم عميد الاسرى سمير القنطار اضافة الى قوافل الشهداء اللبنانيين والعرب في مقابل تسليم "حزب الله" جثتي الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرا عشية حرب تموز، عاش اللبنانيون صدمة الانجازات والانتصارات ما اشاع مناخا من الهدوء واللين في الخطاب السياسي وابرق شعاع امل في ظل مناخ من التسهيلات والتنازلات والتوافق في سبيل المصلحة الجامعة.
هذه الاحداث معطوفة على الانطلاقة الحكومية شكلت محور الانظار والاهتمام نظرا الى ما اعادت جمعه من اضداد في السياسة، أكان على المستوى الحكومي اي على طاولة مجلس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية، او في استقبال الاسرى العائدين والاحتفالات التي تلت الاستقبال الرسمي في المطار، والانقلابات في التخاطب والتحالف والتناغم، وصولا الى عودة الحرارة الى قنوات تواصل واتصال بقي التكهن بها حتى الامس القريب في خانة التوهم، كمثل لجنة الاتصالات المنشأة حديثا بين "حزب الله" (يمثله المسؤول عن الارتباط والتنسيق وفيقا صفا) والحزب التقدمي الاشتراكي (يمثله النائب عن عاليه اكرم شهيب)، والتي رافقها الغزل الاول من نوعه بين النائب وليد جنبلاط والوزير محمد فنيش في احتفال عبيه، ومع عودة الحديث عن تحضيرات جدية لاعادة التواصل ايضا بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، فيما حلفاء جنبلاط والنائب سعد الحريري من المسيحيين يقفون مشدوهين متفرجين على هذه المشهدية الانقلابية الاقرب الى "سورياليات" وليد جنبلاط على امتداد ثلاثين عاما في الممارسة السياسية.
مسار سلام؟
وترى مصادر سياسية رفيعة ان "المنطقة دخلت مسار السلام مع توالي الاحداث المبشّرة بذلك، ان على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل عبر الوسيط التركي التي قد تمهد لحوار مباشر بين الطرفين، او على مستوى المفاوضات الاوروبية - الاميركية مع ايران حول ملفها النووي والتي تمثلت بالاجتماع الاخير الذي عقد في الثامن عشر من تموز (يوليو) في جنيف والتهدئة الحاصلة بين حماس واسرائيل في قطاع غزة كما التسوية الايرانية- الاميركية في العراق في الفترة السابقة وانهاء ورقة جيش المهدي".
وتربط المصادر بين ما يحصل على صعيد المنطقة والتطورات في لبنان "من وضع حد للازمة اللبنانية في اتفاق الدوحة الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعادة احياء المؤسسات الدستورية المعطلة لاكثر من عامين، وكذلك المناخ الايجابي الذي ساد في الفترة الاخيرة بين الافرقاء ساعد في انطلاق عهد الرئيس سليمان بعد عقبات كادت توحي بعودة الفراغ على المستوى الحكومي".
وتشير الى انه "في ظل توصيف البعض لهذه الحكومة بانها للتعطيل والمناكفة وتظهيرالخلافات، فإن
الاجواء التي سادت ما بعد التشكيل اوحت ولا تزال بروح من التعاون بين الافرقاء لحصد انتاج كبير في نهاية الاشهر العشرة من عمرها، نظرا الى الاندفاعة التي اعطتها للعهد زيارة الرئيس سليمان لباريس ولقاءاته في العاصمة الفرنسية خصوصا مع الرئيس السوري بشار الاسد، وما تم الاعلان عنه امام المجتمع الدولي وبشهادته من اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان وتبادل للسفارات، وهو المطلب المتفق عليه بين اقطاب حوار ساحة النجمة في العام 2006، ومطلب قوى الرابع عشر من آذار (مارس) بالتحديد لترسيخ سيادة لبنان واستقلاله واعتراف سوريا به دولة لها كيانها الرسمي المستقل".
تبادل السفارات
في هذا السياق، تعتبر مصادر نيابية في قوى الموالاة ان "هامش المناورة عند الجانب السوري في مسألة ارساء العلاقات الديبلوماسية مع لبنان، ضيق جدا، نظرا الى انّ هذا الاعلان تم من العاصمة الفرنسية امام رؤساء دول وحكومات، وهو مرتبط بفحص النيات الفرنسي لسوريا وبالعلاقات الذي يسير الجانب الفرنسي بتؤدة لتطبيعها على الرغم من الانتقادات على المستوى الدولي، كأن الرئيس نيكولا ساركوزي يضع سوريا تحت المجهر بحصوله على تعهدات علنية من الرئيس الاسد في امور طالما اعتبرتها دمشق غير ذي جدوى كالعلاقات الديبلوماسية مع لبنان".
وتشير المصادر، في معرض تعدداها الاسباب التي تنفي امكان تراجع سوريا عن اعلانها، الى المفاوضات غير المباشرة الحاصلة راهنا بين سوريا واسرائيل "التي من المرجّح ان تنتقل الى مرحلة الحوار المباشر من دون الوسيط التركي وما يرافق ذلك من امكان تطبيع العلاقات بين البلدين وتبادل السفارات، اذ لا يمكن لسوريا الانتهاء من مسارها التفاوضي مع اسرائيل وانجاز الجزء الاكبر من عملية السلام بينهما وتبادل السفارات مع "الكيان الغاصب" من دون ان يسبق ذلك فتح سفارة لها في لبنان "الشقيق".
في المقابل، تتخوف بعض الاوساط السياسية من ان تتحول السفارة السورية المنوي انشاؤها في لبنان، في انتظار الزيارات التنسيقية المتبادلة بين الجانبين، "عنجر" أخرى تمهد الى عودة الاشراف السوري المباشر على مجريات السياسة وسببا لعودة التدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية، بحيث ان سوريا لن تهدي العلاقات الديبلوماسية مع لبنان "على طبق من فضة".
لكن ديبلوماسيا غربيا بارزا عبّر عن اهتمام بلاده بنتائج لقاءي سليمان والاسد في باريس، وتطلعها الى بلورة الاتفاق الذي حصل في وقت قريب يسمح بوضع العلاقات بين البلدين في مرتبة العلاقات السيادية ويسهم في التقليص من حجم المشكلات التي يعاني منها لبنان والتي على الحكومة الجديدة ان تباشر بمعالجتها.
ماذا عن شبعا والاسرى؟
ويرى الديبلوماسي الغربي البارز انّ "انخراط المنطقة في المسار التفاوضي حول عملية السلام حتّم تحريك ملف مزارع شبعا المحتلة، بحجة انها اراض سورية لا تندرج تحت القرار 425، ما ادى الى اثارة هذا الموضوع في الزيارة الاولى للرئيس الفرنسي للبنان بعد انتخاب العماد سليمان والكلام الذي نقل عن الرئيس الذي يفيد بوجود وثائق جديدة تؤكد لبنانية المزارع".
ويعتبر انّ "التداول في هذا الموضوع بعد تفكيك عناصر الازمة اللبنانية والانفتاح الفرنسي على سوريا، مع التدقيق في المفاوضات السورية- الاسرائيلية وحادثة اغتيال العقل الامني – العسكري الابرز في "حزب الله" عماد مغنية مع ما رافقها من ملابسات وألغاز وكلام على تورط جهات عربية ووعد سوريا باعلان نتائج تحقيق لا يزال "محفوظا" طي الكتمان، كل ذلك يشير الى سلسلة مترابطة من الاحداث تقود الى الحد من نفوذ "حزب الله" في لبنان لانّ الامور تتجه نحو السلام وليس نحو الحرب والمقاومة".
ويربط الديبلوماسي بين هذا المنطق و"اللهجة السياسية المخففة للحزب في الداخل اللبناني التي برزت واضحة في الخطابين الاخيرين لامينه العام السيد حسن نصرالله قبل عملية تبادل الاسرى وبعد اتمامها بحيث ابرز انفتاحا وقبولا للبحث في اي موضوع او اجراء اي لقاء سياسي والدعوة التي اطلقها لجميع اللبنانيين لحماية لبنان".
لكنّ اطرافا سياسية موالية تخشى ان يكون هذا "الانفتاح مرحلي ويندرج ضمن اطار تكتي يعمد من خلاله الحزب الى تقوية موقعه الداخلي، بعد ما لحق به لبنانيا جراء احداث السابع من ايار (مايو) في بيروت والجبل، وما تلاها من انتقادات حادة نتيجة تحول السلاح الى الداخل".
وتؤكد هذه الاطراف انّ "حزب الله" لم ولن يتخلى عن مشروعه باقامة الجمهورية الاسلامية في لبنان وهو غير مستعجل على تحقيقه مما يعطيه هامش المناورة داخليا حسب الظروف السياسية ومتطلبات المرحلة".
وتتوقف عند اغلاق ملف الاسرى المعتقلين في السجون الاسرائيلية الذي بقي سببا رئيسا معلنا لـ "حزب الله" لاستمرار المقاومة التي قُرِن بقاؤها بهذين الملفين بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في العام 2000، فترى ان "توقيت عملية تبادل الاسرى بين "حزب الله" واسرائيل غير بريء اقليميا ويندرج ضمن سياسة سحب الذرائع من امام استمرار المقاومة ما يخدم اطار المفاوضات الجارية لتحقيق السلام في المنطقة".
وتشير الى انّ "اسرائيل لا تقدّم بالمجّان وهي اعتادت ان تنتقم لنفسها اذا لم تسر الامور بحسب رغبتها والمخطط له في محافلها الاستراتيجية ومراكز الدراسات الموزعة بين تل ابيب وواشنطن، خصوصا لناحية انهاء دور "حزب الله" على الحدود وكفّ خطره عنها وعن امنها واستقرارها، وهو ما يفسر الحملة الاعلامية الشديدة التي اجتمع عليها كل الاعلام الاسرائيلي بالتوازي مع صفقة التبادل، وصولا الى التهديد بحرب تموزية جديدة تأخذ في الاعتبار الخلاصات التي خرج بها الجيش الاسرائيلي، وبالعودة الى احياء لوائح الاغتيال الشخصي في لبنان على غرار اللوائح الفلسطينية.
مع عودة الرئيس سليمان من باريس في اطلالته الخارجية الاولى، وما تحقق من انجاز "انتزاع" الاعلان عن اقامة علاقات ديبلوماسية بين بيروت ودمشق من الجانب السوري، ومع الحدث المحلي الوطني في استقبال الاسرى الخمسة المحررين من السجون الاسرائيلية وبينهم عميد الاسرى سمير القنطار اضافة الى قوافل الشهداء اللبنانيين والعرب في مقابل تسليم "حزب الله" جثتي الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرا عشية حرب تموز، عاش اللبنانيون صدمة الانجازات والانتصارات ما اشاع مناخا من الهدوء واللين في الخطاب السياسي وابرق شعاع امل في ظل مناخ من التسهيلات والتنازلات والتوافق في سبيل المصلحة الجامعة.
هذه الاحداث معطوفة على الانطلاقة الحكومية شكلت محور الانظار والاهتمام نظرا الى ما اعادت جمعه من اضداد في السياسة، أكان على المستوى الحكومي اي على طاولة مجلس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية، او في استقبال الاسرى العائدين والاحتفالات التي تلت الاستقبال الرسمي في المطار، والانقلابات في التخاطب والتحالف والتناغم، وصولا الى عودة الحرارة الى قنوات تواصل واتصال بقي التكهن بها حتى الامس القريب في خانة التوهم، كمثل لجنة الاتصالات المنشأة حديثا بين "حزب الله" (يمثله المسؤول عن الارتباط والتنسيق وفيقا صفا) والحزب التقدمي الاشتراكي (يمثله النائب عن عاليه اكرم شهيب)، والتي رافقها الغزل الاول من نوعه بين النائب وليد جنبلاط والوزير محمد فنيش في احتفال عبيه، ومع عودة الحديث عن تحضيرات جدية لاعادة التواصل ايضا بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، فيما حلفاء جنبلاط والنائب سعد الحريري من المسيحيين يقفون مشدوهين متفرجين على هذه المشهدية الانقلابية الاقرب الى "سورياليات" وليد جنبلاط على امتداد ثلاثين عاما في الممارسة السياسية.
مسار سلام؟
وترى مصادر سياسية رفيعة ان "المنطقة دخلت مسار السلام مع توالي الاحداث المبشّرة بذلك، ان على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل عبر الوسيط التركي التي قد تمهد لحوار مباشر بين الطرفين، او على مستوى المفاوضات الاوروبية - الاميركية مع ايران حول ملفها النووي والتي تمثلت بالاجتماع الاخير الذي عقد في الثامن عشر من تموز (يوليو) في جنيف والتهدئة الحاصلة بين حماس واسرائيل في قطاع غزة كما التسوية الايرانية- الاميركية في العراق في الفترة السابقة وانهاء ورقة جيش المهدي".
وتربط المصادر بين ما يحصل على صعيد المنطقة والتطورات في لبنان "من وضع حد للازمة اللبنانية في اتفاق الدوحة الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعادة احياء المؤسسات الدستورية المعطلة لاكثر من عامين، وكذلك المناخ الايجابي الذي ساد في الفترة الاخيرة بين الافرقاء ساعد في انطلاق عهد الرئيس سليمان بعد عقبات كادت توحي بعودة الفراغ على المستوى الحكومي".
وتشير الى انه "في ظل توصيف البعض لهذه الحكومة بانها للتعطيل والمناكفة وتظهيرالخلافات، فإن
الاجواء التي سادت ما بعد التشكيل اوحت ولا تزال بروح من التعاون بين الافرقاء لحصد انتاج كبير في نهاية الاشهر العشرة من عمرها، نظرا الى الاندفاعة التي اعطتها للعهد زيارة الرئيس سليمان لباريس ولقاءاته في العاصمة الفرنسية خصوصا مع الرئيس السوري بشار الاسد، وما تم الاعلان عنه امام المجتمع الدولي وبشهادته من اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان وتبادل للسفارات، وهو المطلب المتفق عليه بين اقطاب حوار ساحة النجمة في العام 2006، ومطلب قوى الرابع عشر من آذار (مارس) بالتحديد لترسيخ سيادة لبنان واستقلاله واعتراف سوريا به دولة لها كيانها الرسمي المستقل".
تبادل السفارات
في هذا السياق، تعتبر مصادر نيابية في قوى الموالاة ان "هامش المناورة عند الجانب السوري في مسألة ارساء العلاقات الديبلوماسية مع لبنان، ضيق جدا، نظرا الى انّ هذا الاعلان تم من العاصمة الفرنسية امام رؤساء دول وحكومات، وهو مرتبط بفحص النيات الفرنسي لسوريا وبالعلاقات الذي يسير الجانب الفرنسي بتؤدة لتطبيعها على الرغم من الانتقادات على المستوى الدولي، كأن الرئيس نيكولا ساركوزي يضع سوريا تحت المجهر بحصوله على تعهدات علنية من الرئيس الاسد في امور طالما اعتبرتها دمشق غير ذي جدوى كالعلاقات الديبلوماسية مع لبنان".
وتشير المصادر، في معرض تعدداها الاسباب التي تنفي امكان تراجع سوريا عن اعلانها، الى المفاوضات غير المباشرة الحاصلة راهنا بين سوريا واسرائيل "التي من المرجّح ان تنتقل الى مرحلة الحوار المباشر من دون الوسيط التركي وما يرافق ذلك من امكان تطبيع العلاقات بين البلدين وتبادل السفارات، اذ لا يمكن لسوريا الانتهاء من مسارها التفاوضي مع اسرائيل وانجاز الجزء الاكبر من عملية السلام بينهما وتبادل السفارات مع "الكيان الغاصب" من دون ان يسبق ذلك فتح سفارة لها في لبنان "الشقيق".
في المقابل، تتخوف بعض الاوساط السياسية من ان تتحول السفارة السورية المنوي انشاؤها في لبنان، في انتظار الزيارات التنسيقية المتبادلة بين الجانبين، "عنجر" أخرى تمهد الى عودة الاشراف السوري المباشر على مجريات السياسة وسببا لعودة التدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية، بحيث ان سوريا لن تهدي العلاقات الديبلوماسية مع لبنان "على طبق من فضة".
لكن ديبلوماسيا غربيا بارزا عبّر عن اهتمام بلاده بنتائج لقاءي سليمان والاسد في باريس، وتطلعها الى بلورة الاتفاق الذي حصل في وقت قريب يسمح بوضع العلاقات بين البلدين في مرتبة العلاقات السيادية ويسهم في التقليص من حجم المشكلات التي يعاني منها لبنان والتي على الحكومة الجديدة ان تباشر بمعالجتها.
ماذا عن شبعا والاسرى؟
ويرى الديبلوماسي الغربي البارز انّ "انخراط المنطقة في المسار التفاوضي حول عملية السلام حتّم تحريك ملف مزارع شبعا المحتلة، بحجة انها اراض سورية لا تندرج تحت القرار 425، ما ادى الى اثارة هذا الموضوع في الزيارة الاولى للرئيس الفرنسي للبنان بعد انتخاب العماد سليمان والكلام الذي نقل عن الرئيس الذي يفيد بوجود وثائق جديدة تؤكد لبنانية المزارع".
ويعتبر انّ "التداول في هذا الموضوع بعد تفكيك عناصر الازمة اللبنانية والانفتاح الفرنسي على سوريا، مع التدقيق في المفاوضات السورية- الاسرائيلية وحادثة اغتيال العقل الامني – العسكري الابرز في "حزب الله" عماد مغنية مع ما رافقها من ملابسات وألغاز وكلام على تورط جهات عربية ووعد سوريا باعلان نتائج تحقيق لا يزال "محفوظا" طي الكتمان، كل ذلك يشير الى سلسلة مترابطة من الاحداث تقود الى الحد من نفوذ "حزب الله" في لبنان لانّ الامور تتجه نحو السلام وليس نحو الحرب والمقاومة".
ويربط الديبلوماسي بين هذا المنطق و"اللهجة السياسية المخففة للحزب في الداخل اللبناني التي برزت واضحة في الخطابين الاخيرين لامينه العام السيد حسن نصرالله قبل عملية تبادل الاسرى وبعد اتمامها بحيث ابرز انفتاحا وقبولا للبحث في اي موضوع او اجراء اي لقاء سياسي والدعوة التي اطلقها لجميع اللبنانيين لحماية لبنان".
لكنّ اطرافا سياسية موالية تخشى ان يكون هذا "الانفتاح مرحلي ويندرج ضمن اطار تكتي يعمد من خلاله الحزب الى تقوية موقعه الداخلي، بعد ما لحق به لبنانيا جراء احداث السابع من ايار (مايو) في بيروت والجبل، وما تلاها من انتقادات حادة نتيجة تحول السلاح الى الداخل".
وتؤكد هذه الاطراف انّ "حزب الله" لم ولن يتخلى عن مشروعه باقامة الجمهورية الاسلامية في لبنان وهو غير مستعجل على تحقيقه مما يعطيه هامش المناورة داخليا حسب الظروف السياسية ومتطلبات المرحلة".
وتتوقف عند اغلاق ملف الاسرى المعتقلين في السجون الاسرائيلية الذي بقي سببا رئيسا معلنا لـ "حزب الله" لاستمرار المقاومة التي قُرِن بقاؤها بهذين الملفين بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في العام 2000، فترى ان "توقيت عملية تبادل الاسرى بين "حزب الله" واسرائيل غير بريء اقليميا ويندرج ضمن سياسة سحب الذرائع من امام استمرار المقاومة ما يخدم اطار المفاوضات الجارية لتحقيق السلام في المنطقة".
وتشير الى انّ "اسرائيل لا تقدّم بالمجّان وهي اعتادت ان تنتقم لنفسها اذا لم تسر الامور بحسب رغبتها والمخطط له في محافلها الاستراتيجية ومراكز الدراسات الموزعة بين تل ابيب وواشنطن، خصوصا لناحية انهاء دور "حزب الله" على الحدود وكفّ خطره عنها وعن امنها واستقرارها، وهو ما يفسر الحملة الاعلامية الشديدة التي اجتمع عليها كل الاعلام الاسرائيلي بالتوازي مع صفقة التبادل، وصولا الى التهديد بحرب تموزية جديدة تأخذ في الاعتبار الخلاصات التي خرج بها الجيش الاسرائيلي، وبالعودة الى احياء لوائح الاغتيال الشخصي في لبنان على غرار اللوائح الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق