الأحد، 28 فبراير 2010

Sphere: Related Content

رصد اعادة تنشيط "القاعدة" في المخيم الاكبر للاجئين الفلسطينيين

عين الحلوة في عين العاصفة؟

المؤسسة العسكرية تتسلّح استنادا الى مستخلاصاتها من حرب نهر البارد

ينشر في الاسبوع العربي في 8/3/2010

استنفر الوضع المتوتر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الاوساط السياسية كما المسؤولين، لما لهذا التوتر من انعكاسات سلبية محتملة على محيط المخيمات وعلى مجمل الوضع السياسي اللبناني، ووسط مخاوف مستمرة لدى الاجهزة الامنية من مخاطر بروز تنظيمات متطرفة قد تأخذ هذه المخيمات او احدها رهينة، كما فعل تنظيم "فتح الاسلام" الارهابي بمخيم نهر البارد قبل نحو 3 اعوام، وتطلّب وأد هذا التنظيم نحو 170 شهيدا من الجيش اللبناني فضلا عن مئات الجرحى والمقعدين واضرار مادية نتيجة هدم المخيم بالكامل ومتطلبات اعادة اعماره، اضافة الى الاضرار التي وقعت في المناطق المحيطة به.

استأثرت، على امتداد الايام الفائتة، مناخات من التوتر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وسط استنفار الفصائل المسلحة وعلى وقع تعثر المفاوضات الجارية بين السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة "حماس"، وعدم توصل هذه الفصائل الى التوافق على تأليف لجنة مشتركة تشرف الى ضبط الوضع الأمني في عين الحلوة وتشكل مرجعية لمعالجة الخلافات والصدامات المسلحة والخروق الأمنية المتكّررة.

ويبدي المتابعون لملف المخيمات مخاوف من "معاودة تركيز التقارير الغربية على الأوضاع داخل المخيمات وسط الحديث عن ظهور اسلحة جديدة بين أيدي المقاتلين الفلسطينيين في المخيمات لا سيما في مخيم عين الحلوة، إضافة الى التغييرات التي تجريها المنظمات لقيادييها المحليين خصوصا تلك المتعلقة بحركة "فتح" اثر استبدال مفوضها العام في لبنان سلطان أبو العينين بفتحي ابو العردات"، في حين فال ايو العينين انه استقال بعدما لمس عدم التجاوب مع قراءته "للإخطار على ساحة المخيمات والوجود الفلسطيني في لبنان".

الحوار؟

ويتزامن هذا التطور على مستوى الفلسطيني، مع توقع المراقبون ان تنجز رئاسة الجمهورية التحضيرات لاعادة اطلاق طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والتي سبق ان عُلّقت اجتماعاتها ومداولاتها قبل ايام من الانتخابات التشريعية العامة التي حصلت في حزيران (يونيو) العام 2009.

ولئن خصصت طاولة الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية للبنان في مواجهة التهديدات الاسرائيلية، فإنه تم التوافق في احدى جلساتها التي انعقدت في آذار (مارس) 2006 في المجلس النيابي (قبل انتخاب الرئيس سليمان بنحو عامين) وبمبادرة حينها من رئيس البرلمان نبيه بري، على ضرورة معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وذلك بإجماع الذين شاركوا في طاولة الحوار.

ويرى المراقبون انه من البديهي ان تعيد طاولة الحوار التأكيد على هذا الاجماع، والانطلاق نحو وضع آليات تنفيذية لمسألة معالجة السلاح خارج المخيمات، على ان يكون السلاح الذي في داخلها محور معالجة مماثلة، بحيث يجري التوافق على مرجعية فلسطينية موحدة قادرة على الحد من تأثيرات أي خلافات مسلحة في المخيمات ومنع تمددها وتفاقمها، والاهم وأد أي محاولات فتن او مخططات ارهابية كمثل تلك التي حصلت في مخيم نهر البارد للاجئين.

تسليح ممنهج

وتوقف المراقبون بإهتمام عند المعطيات التي توافرت عن لقاءات وزير الدفاع الياس المر في واشنطن وفي اجتماعات اللجنة العسكرية اللبنانية - الاميركية المشتركة في مقر البنتاغون في ولاية فيرجينيا، والتي عكست تأثير مواجهات مخيم نهر البارد، قبل ثلاثة اعوام على المساعدات العسكرية الأميركية وعلى نظرة الجيش اللبناني إلى احتياجات عسكرية تتأقلم مع التهديدات الفعلية التي يواجهها.

وتبيّن ان هاجس تجربة نهر البارد ألقى بثقله على قيادة الجيش اللبناني، ما دفع المراقبين الى الاشارة الى ان ثمة "جهوزية استباقية لاحتمال حصول مواجهة مشابهة مع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، او ربما خارجه، وذلك بغية تعويض النقص في المعدات الضرورية مثل اسلحة خفيفة وطائرات ذات جناح ثابت لحسم المعركة مع مجموعة غير نظامية، وتلافي كل الثغرات التي ادت الى تأخير حسم المعركة مع تنظيم "فتح الاسلام".

ويشير المراقبون الى ان قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان استبدال الهبة الروسية من طائرات "ميغ 29" بطوافات من نوع "ام اي 24" يأتي في الاطار التسليحي نفسه الذي ارتأته قيادة الجيش. ويلفتون الى ان هذه الحوامة المتوسطة تستعمل خصوصا للاسناد التعبوي ولمهاجمة السفن الحربية ، وتعتبر اكثر حوامة مسلحة في العالم، وتسيَّر بواسطة محركين توربينيين مركبّين فوق منتصف البدن، يبلغ متوسط سرعتها350 كيلومترا في الساعة، وهي مسلحة برشاش واحد ذو 4 سبطانات دوّار عيار 12.7 وقذائف من عيار 75 ميلليمتر او قنابل خفيفة، اضافة الى صواريخ موجهة بواسطة اشعة الليزر.

القاعدة مجددا؟

وسط هذه المناخات المتوترة، تروّج بين الفينة والاخرى سيناريوهات متعددة عن حرب مخيمات جديدة تعيد خلط ورقة العامل الفلسطيني في لبنان، مع تبدّل دراماتيكي في توازن القوى وتراجع حضور حركة "فتح" لمصلحة نمو صاعد للتيارت الفلسطينية الاسلامية.

في هذا الاطار، تكشف تقارير أمنية وصول المسؤول في تنظيم "القاعدة" م. م، وهو من جنسية عربية، إلى مخيم عين الحلوة، حيث إلتقى عددا من الكوادر الناشطين في إطار المجموعات الأصولية المتطرفة، وخصوصاً في تنظيم "القاعدة"، وعم لعلى مدّهم بالأموال وبأمور لوجستية. وتم التوافق على إعادة تفعيل دور خلايا "القاعدة" في لبنان، بعدما اعتبرت الساحة اللبنانية، ساحة جهاد ورباط. ولا تستبعد التقارير الامنية "أن تكون بعض الحوادث الفردية المتنقلة، عبر إطلاق النار والتعرض لبعض الأشخاص، تصب في سياق توجيه رسالة الى من يعنيهم الأمر بأن "القاعدة" جاهزة، وإن كان بعض المتوقع إنضمامهم كي يشاركوا في تنفيذ مخطّطات ارهابية، ينتمون راهنا إلى مجموعات تستخدم بين الحين والآخر أسماء وصفات متعددة، كمظلة للتمويه".

وذكرت التقارير أن الأجهزة الأمنية التي نجحت في توقيف العشرات من أعضاء الشبكات الإرهابية، وخصوصاً تنظيمي "القاعدة" و"فتح – الإسلام"، حصلوا منهم على معلومات هامة عن لائحة الأهداف المرصودة والمحتملة، والتي نفذ جزء منها، وما زال هناك الكثير مما لم ينفذ، منه: توتير الأجواء إنطلاقاً من المخيمات وخصوصاً عين الحلوة، وإستهداف وحدات من الجيش اللبناني والقوة الدولية المعززة العاملة في الجنوب، وإستهداف مصالح أجنبية.

ضوابط وممنوعات

وتشير مصادر معنية الى ان حال الحذر والترقب والتحذير من إمكان أن يكون مصير مخيم عين الحلوة كمصير مخيم نهر البارد، لا تحجب وجود قرار لبناني – فلسطيني مشترك وحازم بالتصدي الى اي محاولة لخطف عين الحلوة، وبالحد قدر الامكان من التوتر والاشكالات المفتعلة التي تستعمل فيها اسلحة متطورة. ومن هذه الموانع:

-غالبية القوى، وبما فيها الإسلامية، تعتبر مخيم عين الحلوة أبرز معاقلها، ولا بديل لها منه.

-أحد لا يحتمل الخسائر والأضرار التي يُمكن أن تقع في المخيم وفي محيطه، انطلاقا من انه جزء من مدينة صيدا التي من غير المسموح إلحاق الضرر بها لإحتضانها القضية الفلسطينية منذ العام 1948.

-المخيم محكوم بسقف التوافق، وهو عاصمة الشتات الفلسطيني، وما يعني ذلك من تمسك بحق عودة اللاجئين.

-التركيز اللبناني – الفلسطيني على المطالبة بإقرار الحقوق المدنية والإجتماعية ورفض التعاطي مع الملف الفلسطيني من الزاوية الأمنية.

-أي حادث أمني يُهدد سلامة الطريق من الجنوب واليه، عبر البولفار الذي يمر بمحاذاة الجهة الغربية للمخيم، وما يعني ذلك من خطر، وخصوا على حراك المقاومة وامنها. كما هذه الطريق مسلك متواصل لقوافل القوة الدولية، التي كثيراً ما يُطلب منها سلوك الطريق البحرية في توجهها إلى الجنوب أو في انتقالها الى بيروت.

وتلفت هذه المصادر المعنية الى ضرورة ان تترافق هذه الضوابط مع بناء حوار رسمي لبناني - فلسطيني، في موازاة التوافق على تشكيل مرجعية فلسطينية موحدة تمثل كل الأطر والتنظيمات، وتعيد التمسّك بحق العودة.

ليست هناك تعليقات: