الاثنين، 22 فبراير 2010

Sphere: Related Content

7 تحديات اسرائيلية في السنة 2010 من ايران الى الحدود مع لبنان وسوريا

الحرب النفسية.. إبطالٌ للحرب ام تمهيد لها؟!

تل ابيب تخشى حزب الله و"عناصر متطرفة قد تشعل الجبهة الشمالية"

عقيدة مطار بن غوريون تلغي عقيدة الضاحية!

ينشر في الاسبوع العربي في 1/3/2010

الحرب النفسية بين "حزب الله" واسرائيل في اوجّها، في حين تنهمك مراكز الدراسات الاستراتيجية في تل ابيب في تقويم المخاطر التي تنتظرها في السنة 2010، والتي تتصدرها ايران، من ثم الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا.

محطات لافتة طبعت سياق الحرب النفسية المضادة التي يقودها ضد اسرائيل "حزب الله" بتميّز، تمثّلت في قدرة اذرعه التلفزيونية والاذاعية والالكترونية على مواكبة الحرب النفسية الاسرائيلية التي تشن منذ اشهر على لبنان، وبلغت ذورتها مع امينه العام السيد حسن نصر الله الذي القى في السادس عشر من شباط (فبراير) ما سمّي خطاب "توازن الردع" والذي بلغت مفاعليها الاسرائيلية المدى الاقصى، عبر طلب الجهات المعنية وخصوصا الرقابة العسكرية في تل ابيب، من المراسلين والمحللين "ضبط النفس" وعدم الخوض في أي تحليل لمضمون الخطاب والرسائل التي تضمنها، لا سيما أن جزءا أساسيا منها كان موجها الى الرأي العام الإسرائيلي. وفيما ذهب وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك إلى تجاهل كلام نصر الله والتحدث مباشرة مع دمشق، قلل متحدث باسم الخارجية من أهمية التهديدات التي أطلقها السيد نصر الله، معتبرا إياها "ناجمة عن تعرضه لضغوط داخلية".

فعلت هذه الحملة النفسية المضادة فعلها في اسرائيل على رغم ان الرقابة العسكرية منعت التطرق الى خطاب نصر الله. ذلك ان اعلام "حزب الله" إستكمل ما بدأه السيد نصر الله وتحوّل مادة دسمة في الاعلام الاسرائيلي، في وقت انشغلت مراكز الدراسات الاستراتيجية في تقويم هذه الحرب النفسية – الاعلامية وتشريحها وتفصيل نقاط القوة واضعف فيها.

اسرائيل: هذا ما يهددنا

في هذا الاطار، وضع "مركز أورشليم للأبحاث والتوثيق" في القدس دراسة استخبارية إسرائيلية أُعدّت بتعاون مشترك بين شعبة الأبحاث والتحليل في جهاز الاستخبارات ومركز الأبحاث التابع له، وصفتها بعض الدوائر بأنها تجمع بين المعلومة الاستخبارية وتحليل الخبراء والمختصين، وتتناول التحديات والتهديدات التي تواجه إسرائيل في السنة 2010.

وتشير هذه الدوائر الى ان هذه الدراسة تمت مناقشتها في جلسة للطاقم الوزاري السباعي المقلص، كما تسلمت الوزارات المعنية نسخا منها، وتتحدث عن سبعة مخاطر وتحديات ستضطر إسرائيل للتعامل معها في السنة 2010. وتقول الدراسة ان العام الجديد هو عام مواجهة المخاطر والتحديات، وتقدم توصيات للمستوى السياسي وأصحاب القرار بشأن طرق وأساليب التعامل مع هذه التحديات التي تشير الدراسة إلى إمكان تأجيل التعامل مع بعضها.

ايران في الرأس

وتضع الدراسة الاستخبارية الإسرائيلية الموضوع الإيراني على رأس قائمة التحديات السبعة، التي تواجه إسرائيل في العام الجديد، وتتوقع أن تتخذ القيادة الإسرائيلية ما وصفته بالقرار الصعب بإزاء هذا التحدي، مستبعدة أن ينجح الغرب في مساعي إقناع إيران بتغيير موقفها والتعامل بجدية مع العروض الغربية ووقف تطلعات طهران النووية العسكرية.

وتتوقع الدراسة أن تصل الإدارة الأمريكية إلى قناعة نهائية شهر شباط (فبراير) بضرورة تغيير أسلوب التعامل مع إيران وضرورة البدء في حشد التأييد الدولي لغرض المزيد من العقوبات على طهران، والعمل على السيناريوهات البديلة للسيناريوهات الديبلوماسية، وفي مقدمتها الخيار العسكري الذي أصبح حسب رأي الأجهزة الاستخبارية في إسرائيل الخيار الأكثر واقعية.

وتوصي الدراسة القيادة السياسية بضرورة مواصلة الضغط على الدول الغربية، وخصوصا على الولايات المتحدة، من أجل اتباع أساليب أكثر صرامة مع إيران وإبقاء الخيار العسكري خيارا مطروحا بجدية على الساحة. وانه في حال تجاوزت طهران السقف الزمني المحدد ولم تستجب لدعوات الغرب بوقف مشروعها النووي العسكري، فإن العمل الهجومي يبقى آخر الخيارات لإنهاء الأطماع الإيرانية التي ستهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم.

وتوصي الدراسة أيضا بدعم خطط استعدادات الجيش الإسرائيلي بأذرعه المختلفة حتى يكون جاهزا للحظة المواجهة، إضافة إلى رفع مستوى التنسيق الاستراتيجي مع واشنطن حول هذه المسألة بالتحديد. لكن الدراسة تحذر من قيام إسرائيل بأي هجوم عسكري على إيران بشكل منفرد، وترى أن الوقت لم يفت بعد لإمكان توجيه ضربة عسكرية لإيران تؤجل مشروعها النووي لسنوات عديدة قادمة.

وتتحدث عن دعم ما أسمته "العالم الحر وبعض الدول المعتدلة في المنطقة لهذه الخيارات"، وترى فيها خيارات معقولة وأكثر واقعية، إلى جانب ضرورة حماية العمق الإسرائيلي واستمرار المناورات التي تجريها قيادة الجبهة الداخلية.

وتصف الدراسة شهر حزيران (يونيو) المقبل بالسقف الذي يجب عدم تجاوزه دون اتضاح الرؤية بشكل نهائي بالنسبة للمسألة الإيرانية، وتوصي بمواصلة الاتصالات والمشاورات والتنسيق مع ما أسماه بدول المسار المتوقع، أي خط ومسار الطيران الإسرائيلي في حال اتخذ قرار بضرب إيران.

سوريا ولبنان فـ "حماس"

وتنتقل الدراسة الاستخبارية الى التحدي الثاني المتمثّل بالوضع على حدود إسرائيل الشمالية، وهو من شقين: الحدود الشمالية.. الجبهة السورية، والجبهة اللبنانية.

وتقول ان المعطيات المتوافرة لدى الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية تشير إلى أن الجبهة السورية، وعلى رغم استقرارها الطويل وهدوئها شبه التام، إلا أن بعض الأحداث التي تقع في المنطقة السنة 2010، وبعض القرارات التي ستضطر إسرائيل الى اتخاذها قد تتسبب في تسخين هذه الجبهة، وتصبح الأمور أكثر توترا مقارنة بما كانت عليه في الاعوام الفائتة.

لكن الدراسة لا تستبعد مواصلة بعض الأطراف في المنطقة العمل على إحداث زعزعة في سوريا. وتوصي بضرورة إبقاء القوات العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان في حال تأهب مستمر، مع ضرورة تفادي حدوث توتر في الأوضاع ومنع حدوث أزمات.

وترى الدراسة، في انتقالها الى مخاطر الحدود الشمالية، ان حزب الله منذ انتهاء حرب لبنان الثانية يتحرك وفق استراتيجية عسكرية وسياسية تخدم مصالحه على الساحة اللبنانية وارتباطاته الخارجية. وتخشى مما تسمّيه "قيام عناصر متطرفة دخلت لبنان بتنفيذ عمليات صعبة مدوية لن تتحملها إسرائيل، وعندها ستحمِّل تل أبيب بيروت المسؤولية، وليس مستبعدا عندئذ اشتعال الموقف على الجبهة الشمالية".

وتشير الى أن حماس أعادت بناء قوتها، بل وتجاوزت الحد الذي كانت عليه عشية حملة "الرصاص المصبوب"، وتمتلك الحركة مخزونا كبيرا من القذائف تجاوز العدد الذي كانت تمتلكه عشية الحملة العسكرية من حيث الكمية والنوعية، لكن الشيء الذي يجب الالتفات إليه وتناقشه إسرائيل في لقاءاتها مع بعض الأطراف، وهي لقاءات في غالبيتها أمنية، يتمثل في استغلال بعض العناصر الجهادية العالمية مناطق القطاع للاختباء وإدارة اتصالات لتنفيذ هجمات في ساحات مجاورة.

معادلة الوقائع

لا تبدو قيادة "حزب الله" بعيدة من هذا التحليل الاسرائيلي الاستراتيجي للتحديات السبع التي تواجه تل ابيب، لا بل تقدّم هذه القيادة قراءتها لخاصة لهذه التحديات ولما قد ينتظر لبنان منها، هي مشابهة الى حد ما للمقاربة الاسرائيلية، لكنها ترى في الاشارة الاسرائيلية الى "العناصر المتطرفة التي دخلت لبنان" نية مبيّتة في تل ابيب لإعادة انتاج الذرائع التي عادة ما تتكئ عليها لتبرر حروبها، منذ المحاولة المفتعلة لإغتيال سفيرها في لندن في العام 1982 والتي نظمتها اجهزة مخابراتها لتبرير اجتياح حزيران من ذلك العام.

وتعتبر قيادة "حزب الله" ان الحرب النفسية المضادة التي اطلقها الحزب توّجها خطاب السيد نصر الله مرسياً "معادلة جديدة تعدّ انجازا وطنيا تاريخيا، خصوصا انها اضحت واقعاً وحقائقَ ملموسة، لا بل وما اعلنه الامين العام للحزب "يرقى الى ما هو أكثر من الواقع، الى اليقين بأنّ فعل المقاومة أمر حاصل".

ومن غير ان تلج قيادة "حزب الله" في توضيح العبارة الاخيرة التي تخفي ما يخبئه الحزب من مفاجآت حكي الكثير عن بعضه، "فيما لا يزال بعض آخر منها محجوبا ومتروكا للميدان"، تعتبر القيادة ان "حزب الله وضع المعادلة – التحوّل في خدمة لبنان والعرب والمسلمين، واأضحت الأحلام حيال قهر عنجهية إسرائيل وقائع، وأبلغ دليل عليها الصمت الاسرائيلي الذي يشبه حال الاختباء من الخيبة أو التقليل من الصدمة".

وتخلص القيادة الى ان معادلة "عقيدة مطار بن غوريون" (ضرب تل أبيب ومطار بن غوريون اذا ضربت اسرائيل بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي) ألغت او على الاقل حيّدت –بإعتراف الاسرائيليين انفسهم- "عقيدة الضاحية" (تدمير البنى التحتية اللبنانية اذا تعرضت اسرائيل لهجوم بالصواريخ) التي ظلت تل ابيب تهدد بها لبنان منذ حرب تموز (يوليو) 2006، وفي ذلك دليل لا لبس فيه عن مركزية الحرب النفسية وإتقان "حزب الله" لها.

ليست هناك تعليقات: