"كيسنجر الشرق الاوسط" يستشرف المقاربة الرسمية لإحتمال استئناف التسوية
اوغلو العثماني في لبنان: حكومة وسلام وطريق الشام
لبنان يشارك في اي مؤتمر للسلام يرتكز على ثوابت مدريد
اوغلو العثماني في لبنان: حكومة وسلام وطريق الشام
لبنان يشارك في اي مؤتمر للسلام يرتكز على ثوابت مدريد
ينشر في "الاسبوع العربي" في 10/8/2009
قد يكون احد جوانب الدفع الاقليمي – الدولي كي تكتمل عناصر العملية السياسية اللبنانية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، زحمة الوساطات لاستئناف محادثات التسوية السلمية على المسارات الثلاث اللبنانية والسورية والفلسطينية، دفعة واحدة ومن دون تلكؤ. ويظهر دور انقرة في هذا الصدد، متقدما ولو على نحو باطني، وهو دور تتبعه الديبلوماسية التركية منذ ان أُبرز أحمد داود أوغلو، مستشارا رئيسيا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ثم وزيرا للخارجية.
احمد داوود اوغلو، الذي لمع وسيطا مفاوضا بين اسرائيل وسوريا ومن ثم بين انقرة واكراد العراق، وكان واحدا من أبرز من ناب عن الحكومة التركية في خلال الدبلوماسية المكوكية للتسوية بين إسرائيل وقطاع غزة في العام 2008، يعتبره البعض "كسينجر الشرق الاوسط الجديد"، فيما قال عنه المدير العام السابق للخارجية الاسرائيلية ألون ليال انه" كان الاكثر اسهاما في المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل ابيب عبر دبلوماسيته المكوكية بين البلدين".
وسبق لاوغلو ان كتب "ان قطع تركيا لعلاقات عمرها 500 عام مع الشرق، واتباعها سياسات غربية خلال الخمسين عاما الاخيرة، كان احد اسباب عزلتها و تراجع دورها". وكان لكتابه الشهير "العمق الاستراتيجي" تأثير مهم في اعادة هيكلة السياسة الخارجية التركية، وخصوصا انه تمكن من اخراج بلاده من شرنقة التوجه الى الغرب والتي كادت ان تخنقها، لمصلحة العودة الى الجذوة الشرق اوسطية – الاسلامية، حيث وجدت تركيا ملعبها الفسيح ديبلوماسيا وسياسيا.
ادى اوغلو، في الاعوام الاربعة الفائتة، دورا مركزيا في اعادة التموضع التركي في اتجاه الشرق بعد ما ادارت انقرة ظهرها لعقود عدة متجهة الى الغرب، لكنها فشلت في ولوج الاتحاد الاوروبي وجنّة الـ "شين غين". نظّر اوغلو للمحور الجديد على مستوى الاقليم، محور تل ابيب – انقرة – طهران، واعاد بفاعلية الحراك التركي على مساحة الشرق الاوسط، حتى إتُّهم بهوس الوساطات، اثر وساطاته المنجزة او قيد الانجاز في اكثر من ملف، من بينها التسوية السلمية. وتمكّن من اقناع ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بأن الدور التركي ليس منافسا بل مكمّل لما تريده واشنطن استئنافا سريعا لمحادثات التسوية، بعد شلل قارب العقد.
الدور المستعاد
يحدد اوغلو دوره في احتمالات استئناف التسوية، من ثوابت "الرؤية الحضارية" وفق نظريتين في جعبته:
-الأولى يعتبر فيها ان "الثقة بالذات الحضارية" مصدر قوة إضافية للدولة في علاقاتها الخارجية، وخصوصا إذا اقترنت بتجاوز عقدة النقص وبالتغلب على الشعور بالدونية تجاه الطرف الآخر، وهذا هو ما فعله خلال وساطته بين السوريين والإسرائيليين، وبين الفلسطينيين والإسرائيليين.
-الثانية يقول فيها: كي تكون ناجحا في إدارة العلاقات الدولية يتعين عليك مراعاة "التوازن" الدقيق بين قوة الأمر الواقع، وقوة الحق الأصيل، وأنه لا يجوز المغامرة بمواجهة قوة الأمر الواقع من دون استعداد كاف، كما لا يجوز التفريط في قوة الحق الثابت الأصيل، ويمكن إنجاز الكثير في المسافة القائمة بين "قوة الأمر الواقع"، و"قوة الحق الأصيل" في ضوء موازين القوى التي تتحرك باستمرار ولا تعرف السكون أو الجمود.
العثماني في بيروت
حلّ اوغلو في الثلاثين من تموز (يوليو)، في بيروت ضيفا جديدا على الرأي العام، على رغم انه سبق ان زارها مرارا في السر ولأداء مهمات بعيدة من الاضواء. ونقل عنه في مجلس خاص أن زيارته هذه هي الأولى الرسمية له بصفته وزيراً للخارجية، لكن سبقتها أكثر من 13 زيارة سرية إلى العاصمة اللبنانية، ونحو 34 زيارة سرية إلى العاصمة السورية، بعضها كان من أجل لبنان.
قدّم اوغلو نموذجاً جديداً للديبلوماسية التركية تقوم على اساس المبادرة لا الانتظار ورد الفعل. واساس نجاحه قدرته على زرع الثقة وخلق مناخات من التفاعل، وكان المنظّر للاستراتيجية التركية الجديدة التي أتاحت لانقرة أن تعرف للمرة الاولى منذ عقود ظهور مفكّر استراتيجي على غرار زبيغنيو بريجنسكي في واشنطن، يرسم لتركيا خريطة طريق جديدة تجعل منها قوة إقليمية ودولية فاعلة.
اذن، الديبلوماسي الجديد على الرأي العام، وربما على بعض الساسة، سبق ان ادى مهاما عدة لبلاده بين بيروت ودمشق، ويسعى راهنا الى تأدية وساطة على خطين: بيروت – دمشق (علاقة بعض قادة الموالاة بالعاصمة السورية) وبيروت – تل ابيب، في تقاطع مع وساطته المعلّقة راهنا على خط دمشق – تل ابيب.
اوغلو ليس غريباً عن الواقع اللبناني، فهو محيط بكل تفاصيله وعلى تواصل مع مختلف الاطراف، ورافق المسؤولين الأتراك في زيارتهم بيروت كمخطط وصانع السياسة الخارجية الجديدة لتركيا في الشرق الأوسط والعالم.
اولى تحديات الحكومةأعطت زيارة وزير الخارجية التركي لبيروت، غير المقررة،، أكثر من مؤشر على تقدم الإتصالات التمهيدية التي تولاها الجانب التركي مع كل من سوريا وإسرائيل والفلسطينيين في خصوصا احياء مسارات التسوية.
حرص الوزير التركي في تصريحاته على إبقاء الهدف الأساسي من زيارته إلى لبنان في إطار العموميات. ومع ان المتابعة التركية للمداولات الحكومية اللبنانية لم تكن ظاهرة، فإن الاوساط الدبلوماسية والسياسية توقفت عند تزامن زيارة اوغلو مع العملية السياسية القاضية بتأليف حكومة ببرنامج سياسي وبهدف تثبيت الاستقرار اللبناني كجزء من استقرار المنطقة.
لكن لا يخفى الدور الذي قامت به انقرة مع القيادة السورية للمساعدة في تجاوز ذيول أحداث الاعوام الأربعة الفائتة، وفي تدارك المشاكل القائمة بين بيروت ودمشق، وللتقليل من شأن الاختلاف والاضطراب الذي ساد العلاقات بينهما، اضافة الى الرغبة التركية للاسهام في تحريك المسارين السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرائيلي، استناداً الى الروابط والعلاقات التي تربط بلاده بالاطراف المعنية.
واتى احتمال مشاركة بيروت في مؤتمر السلام الدولي قبل نهاية السنة 2010، في صلب مهمة اوغلو، باعتبار ان لبنان معني بالمفاوضات تماما كما حصل في مؤتمر مدريد في العام 1991، وبذلك يكون موقف لبنان من تحريك عملية السلام اول التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة، انطلاقا من التقدّم الذي حققته الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل.
وتأتي زيارة اوغلو في اطار التحضيرات لمعاودة تحريك عملية السلام في المنطقة عموماً، وعلى المسار اللبناني - الاسرائيلي من ضمنها، وهو نصح للمسؤولين بالجهوز لمواجهة هذا الاستحقاق المفصلي، كي لا يؤدي استمرار الخلاف المحلي في خصوص هذه المسألة الاستراتيجية الى الحاق الضرر بلبنان او ابقائه خارج العملية السلمية.
وتواجه الحكومة الجديدة استحقاق المشاركة في مفاوضات السلام، لا بد من مقاربته.
والملاحظ ان أوغلو حرص في لقاءاته الرسمية على شرح نتائج الإتصالات التي قامت بها تركيا على امتداد المرحلة الفائتة، بغية تقديم دفع لمسار التسوية والتوقعات المنتظرة وتأثيرها على الأوضاع في المنطقة، مع الحرص على سماع وجهة النظر اللبنانية من امكان لتحريك التسوية، إستناداً للواقع اللبناني وتعقيداته المتداخلة والتجارب السابقة، ولا سيما المقاربة الرسمية اللبنانية في ضوء وجود فريق (حزب الله) رافض -عقائديا - لاي منطق تسووي مع اسرائيل.
لا تفاوض بل قرارات دولية
سعى أوغلو الى جس النبض اللبناني بالنسبة الى إمكان استئناف التفاوض على المسار اللبناني - الإسرائيلي، في إطار عملية سلام شاملة، مشدداً على انه لا بد من الشمولية على رغم وجود تحرك من أجل المسار السوري - الإسرائيلي.
وصارح اوغلو المسؤولين ان كل الاحتمالات ممكنة لاستئناف التسوية، وان المحاولات تتطلب من الدول المعنية التفكير في ما يمكن ان تتخذه من مواقف متصلة بالدعوة الى مؤتمر سلمي على غررا مدريد، في مرحلة غير بعيدة.
وكان جواب المسؤولين أن لبنان ليس لديه ما يتفاوض حوله مع إسرائيل، وهناك قرارات دولية واضحة يطلب تنفيذها تنفيذا كاملا، وهذا يعني ان حل المواضيع العالقة مع إسرائيل يكمن في تطبيق هذه القرارات التي رسمت سبل الحل.
وأبلغ الرئيس ميشال سليمان إلى أوغلو أن لبنان يشارك في أي مؤتمر دولي للسلام الشامل والعادل يرتكز على مؤتمر مدريد والضمانات المعطاة وعلى المبادرة العربية للسلام.
وتفيد معطيات ديبلوماسية ان الادارة الامريكية تميل للعمل في الشرق الاوسط في ثلاث قنوات بالتوازي: القناة السورية – الاسرائيلية، القناة الفلسطينية – الاسرائيلية والقناة اللبنانية – الاسرائيلية، فيما كانت الادارات السابقة تفضّل التركيز في كل مرة على قناة واحدة حصرا.
وفي تقدير واشنطن ان القناة اللبنانية - الاسرائيلية يمكن الوصول فيها الى اتفاق بسرعة، ذلك أنه بين الدولتين "لا يوجد خلاف حقيقي"، بل خلافات طفيفة بالنسبة الى الحدود في مزارع شبعا وفي قرية الغجر.
احمد داوود اوغلو، الذي لمع وسيطا مفاوضا بين اسرائيل وسوريا ومن ثم بين انقرة واكراد العراق، وكان واحدا من أبرز من ناب عن الحكومة التركية في خلال الدبلوماسية المكوكية للتسوية بين إسرائيل وقطاع غزة في العام 2008، يعتبره البعض "كسينجر الشرق الاوسط الجديد"، فيما قال عنه المدير العام السابق للخارجية الاسرائيلية ألون ليال انه" كان الاكثر اسهاما في المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل ابيب عبر دبلوماسيته المكوكية بين البلدين".
وسبق لاوغلو ان كتب "ان قطع تركيا لعلاقات عمرها 500 عام مع الشرق، واتباعها سياسات غربية خلال الخمسين عاما الاخيرة، كان احد اسباب عزلتها و تراجع دورها". وكان لكتابه الشهير "العمق الاستراتيجي" تأثير مهم في اعادة هيكلة السياسة الخارجية التركية، وخصوصا انه تمكن من اخراج بلاده من شرنقة التوجه الى الغرب والتي كادت ان تخنقها، لمصلحة العودة الى الجذوة الشرق اوسطية – الاسلامية، حيث وجدت تركيا ملعبها الفسيح ديبلوماسيا وسياسيا.
ادى اوغلو، في الاعوام الاربعة الفائتة، دورا مركزيا في اعادة التموضع التركي في اتجاه الشرق بعد ما ادارت انقرة ظهرها لعقود عدة متجهة الى الغرب، لكنها فشلت في ولوج الاتحاد الاوروبي وجنّة الـ "شين غين". نظّر اوغلو للمحور الجديد على مستوى الاقليم، محور تل ابيب – انقرة – طهران، واعاد بفاعلية الحراك التركي على مساحة الشرق الاوسط، حتى إتُّهم بهوس الوساطات، اثر وساطاته المنجزة او قيد الانجاز في اكثر من ملف، من بينها التسوية السلمية. وتمكّن من اقناع ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بأن الدور التركي ليس منافسا بل مكمّل لما تريده واشنطن استئنافا سريعا لمحادثات التسوية، بعد شلل قارب العقد.
الدور المستعاد
يحدد اوغلو دوره في احتمالات استئناف التسوية، من ثوابت "الرؤية الحضارية" وفق نظريتين في جعبته:
-الأولى يعتبر فيها ان "الثقة بالذات الحضارية" مصدر قوة إضافية للدولة في علاقاتها الخارجية، وخصوصا إذا اقترنت بتجاوز عقدة النقص وبالتغلب على الشعور بالدونية تجاه الطرف الآخر، وهذا هو ما فعله خلال وساطته بين السوريين والإسرائيليين، وبين الفلسطينيين والإسرائيليين.
-الثانية يقول فيها: كي تكون ناجحا في إدارة العلاقات الدولية يتعين عليك مراعاة "التوازن" الدقيق بين قوة الأمر الواقع، وقوة الحق الأصيل، وأنه لا يجوز المغامرة بمواجهة قوة الأمر الواقع من دون استعداد كاف، كما لا يجوز التفريط في قوة الحق الثابت الأصيل، ويمكن إنجاز الكثير في المسافة القائمة بين "قوة الأمر الواقع"، و"قوة الحق الأصيل" في ضوء موازين القوى التي تتحرك باستمرار ولا تعرف السكون أو الجمود.
العثماني في بيروت
حلّ اوغلو في الثلاثين من تموز (يوليو)، في بيروت ضيفا جديدا على الرأي العام، على رغم انه سبق ان زارها مرارا في السر ولأداء مهمات بعيدة من الاضواء. ونقل عنه في مجلس خاص أن زيارته هذه هي الأولى الرسمية له بصفته وزيراً للخارجية، لكن سبقتها أكثر من 13 زيارة سرية إلى العاصمة اللبنانية، ونحو 34 زيارة سرية إلى العاصمة السورية، بعضها كان من أجل لبنان.
قدّم اوغلو نموذجاً جديداً للديبلوماسية التركية تقوم على اساس المبادرة لا الانتظار ورد الفعل. واساس نجاحه قدرته على زرع الثقة وخلق مناخات من التفاعل، وكان المنظّر للاستراتيجية التركية الجديدة التي أتاحت لانقرة أن تعرف للمرة الاولى منذ عقود ظهور مفكّر استراتيجي على غرار زبيغنيو بريجنسكي في واشنطن، يرسم لتركيا خريطة طريق جديدة تجعل منها قوة إقليمية ودولية فاعلة.
اذن، الديبلوماسي الجديد على الرأي العام، وربما على بعض الساسة، سبق ان ادى مهاما عدة لبلاده بين بيروت ودمشق، ويسعى راهنا الى تأدية وساطة على خطين: بيروت – دمشق (علاقة بعض قادة الموالاة بالعاصمة السورية) وبيروت – تل ابيب، في تقاطع مع وساطته المعلّقة راهنا على خط دمشق – تل ابيب.
اوغلو ليس غريباً عن الواقع اللبناني، فهو محيط بكل تفاصيله وعلى تواصل مع مختلف الاطراف، ورافق المسؤولين الأتراك في زيارتهم بيروت كمخطط وصانع السياسة الخارجية الجديدة لتركيا في الشرق الأوسط والعالم.
اولى تحديات الحكومةأعطت زيارة وزير الخارجية التركي لبيروت، غير المقررة،، أكثر من مؤشر على تقدم الإتصالات التمهيدية التي تولاها الجانب التركي مع كل من سوريا وإسرائيل والفلسطينيين في خصوصا احياء مسارات التسوية.
حرص الوزير التركي في تصريحاته على إبقاء الهدف الأساسي من زيارته إلى لبنان في إطار العموميات. ومع ان المتابعة التركية للمداولات الحكومية اللبنانية لم تكن ظاهرة، فإن الاوساط الدبلوماسية والسياسية توقفت عند تزامن زيارة اوغلو مع العملية السياسية القاضية بتأليف حكومة ببرنامج سياسي وبهدف تثبيت الاستقرار اللبناني كجزء من استقرار المنطقة.
لكن لا يخفى الدور الذي قامت به انقرة مع القيادة السورية للمساعدة في تجاوز ذيول أحداث الاعوام الأربعة الفائتة، وفي تدارك المشاكل القائمة بين بيروت ودمشق، وللتقليل من شأن الاختلاف والاضطراب الذي ساد العلاقات بينهما، اضافة الى الرغبة التركية للاسهام في تحريك المسارين السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرائيلي، استناداً الى الروابط والعلاقات التي تربط بلاده بالاطراف المعنية.
واتى احتمال مشاركة بيروت في مؤتمر السلام الدولي قبل نهاية السنة 2010، في صلب مهمة اوغلو، باعتبار ان لبنان معني بالمفاوضات تماما كما حصل في مؤتمر مدريد في العام 1991، وبذلك يكون موقف لبنان من تحريك عملية السلام اول التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة، انطلاقا من التقدّم الذي حققته الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل.
وتأتي زيارة اوغلو في اطار التحضيرات لمعاودة تحريك عملية السلام في المنطقة عموماً، وعلى المسار اللبناني - الاسرائيلي من ضمنها، وهو نصح للمسؤولين بالجهوز لمواجهة هذا الاستحقاق المفصلي، كي لا يؤدي استمرار الخلاف المحلي في خصوص هذه المسألة الاستراتيجية الى الحاق الضرر بلبنان او ابقائه خارج العملية السلمية.
وتواجه الحكومة الجديدة استحقاق المشاركة في مفاوضات السلام، لا بد من مقاربته.
والملاحظ ان أوغلو حرص في لقاءاته الرسمية على شرح نتائج الإتصالات التي قامت بها تركيا على امتداد المرحلة الفائتة، بغية تقديم دفع لمسار التسوية والتوقعات المنتظرة وتأثيرها على الأوضاع في المنطقة، مع الحرص على سماع وجهة النظر اللبنانية من امكان لتحريك التسوية، إستناداً للواقع اللبناني وتعقيداته المتداخلة والتجارب السابقة، ولا سيما المقاربة الرسمية اللبنانية في ضوء وجود فريق (حزب الله) رافض -عقائديا - لاي منطق تسووي مع اسرائيل.
لا تفاوض بل قرارات دولية
سعى أوغلو الى جس النبض اللبناني بالنسبة الى إمكان استئناف التفاوض على المسار اللبناني - الإسرائيلي، في إطار عملية سلام شاملة، مشدداً على انه لا بد من الشمولية على رغم وجود تحرك من أجل المسار السوري - الإسرائيلي.
وصارح اوغلو المسؤولين ان كل الاحتمالات ممكنة لاستئناف التسوية، وان المحاولات تتطلب من الدول المعنية التفكير في ما يمكن ان تتخذه من مواقف متصلة بالدعوة الى مؤتمر سلمي على غررا مدريد، في مرحلة غير بعيدة.
وكان جواب المسؤولين أن لبنان ليس لديه ما يتفاوض حوله مع إسرائيل، وهناك قرارات دولية واضحة يطلب تنفيذها تنفيذا كاملا، وهذا يعني ان حل المواضيع العالقة مع إسرائيل يكمن في تطبيق هذه القرارات التي رسمت سبل الحل.
وأبلغ الرئيس ميشال سليمان إلى أوغلو أن لبنان يشارك في أي مؤتمر دولي للسلام الشامل والعادل يرتكز على مؤتمر مدريد والضمانات المعطاة وعلى المبادرة العربية للسلام.
وتفيد معطيات ديبلوماسية ان الادارة الامريكية تميل للعمل في الشرق الاوسط في ثلاث قنوات بالتوازي: القناة السورية – الاسرائيلية، القناة الفلسطينية – الاسرائيلية والقناة اللبنانية – الاسرائيلية، فيما كانت الادارات السابقة تفضّل التركيز في كل مرة على قناة واحدة حصرا.
وفي تقدير واشنطن ان القناة اللبنانية - الاسرائيلية يمكن الوصول فيها الى اتفاق بسرعة، ذلك أنه بين الدولتين "لا يوجد خلاف حقيقي"، بل خلافات طفيفة بالنسبة الى الحدود في مزارع شبعا وفي قرية الغجر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق