المعارضة تقرأ فيه خمس ايجابيات ابرزها احياء "العقد التحالفي"
لقاء نصر الله - الحريري: الحاجة أمُّ المصالحات!
الطائف هو الاساس والدوحة مرجعية لتثبيت وقائع المرحلة
هل تفتح المصالحة الباب على استعادة تحالف الحزب و"المستقبل"؟
لقاء نصر الله - الحريري: الحاجة أمُّ المصالحات!
الطائف هو الاساس والدوحة مرجعية لتثبيت وقائع المرحلة
هل تفتح المصالحة الباب على استعادة تحالف الحزب و"المستقبل"؟
ينشر في "الاسبوع العربي" في 10/11/2008
بلغت المصالحة السنية- الشيعية مداها الاقصى مع انعقاد اللقاء- القمة بين الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري. واضافة الى ما اشاعه هذا اللقاء من انفراج، طال انتظاره، في العلاقة السنية- الشيعية نظرا الى ما للزعيمين من تأثير في المعادلة السياسية اللبنانية، واذا تم تجاوز الايجابيات في الشكل والمضمون، عبر صورة الابتسامات وملامح الارتياح وعبر البيان السياسي المدروس بدقة وعناية منعا او قطعا لتأويل او اجتهاد، وبصرف النظر عما دار في عملية المكاشفة والمصارحة التي استعادت المرحلة السابقة الممتدة من حرب تموز 2006 الى اتفاق الدوحة 2008 ، تبقى النتائج المترتبة الاهم في نظر المتابعين والرأي العام على حد سواء.
لعلّ ابرز النتائج التي انبثقت عن لقاء نصرالله- الحريري هي عودة التواصل بعد طول انقطاع بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، على ان يكون في موازاة التواصل السياسي تعاون وتنسيق على مستوى الوضع الميداني عبر اللجان المشكلة والمعنية متابعة هذا الموضوع.
وترى اوساط قيادية في المعارضة انّ ما سرّع في اعادة التواصل ورفع مستواه "وجود حاجة مشتركة للطرفين في اتجاه مسار الانفتاح، فـ "حزب الله" مهتم جدا في الآونة الاخيرة باستعادة صورته ورصيده في العالم العربي والاسلامي والخروج من نفق الفتنة والحفاظ على مكتسبات حرب تموز 2006 ومكتسبات الدوحة، والحريري مهتم باجراء معالجة شاملة في ضوء تطور الاشهر الفائتة لجهة ما لحق بتياره نتيجة احداث بيروت الاخيرة وما وقع في البقاع والشمال من اهتزازات امنية".
حوار الاختلاف
وتشير الاوساط الى ان "اللقاء وضع الاصبع على جراح الازمة وفتح الباب امام مراجعة المرحلة السابقة واستيعاب دروسها ليبني عليها افقا مستقبليا في مسار ايجابي اخترق المناخات السلبية التي تمر بها المنطقة والتي تجلى اخر مظاهرها بالغارة الاميركية على قرية البوكمال السورية.
وتعتبر ان "اللقاء في مثابة مدماك سيسهم حتما في تذليل العقبات امام غيره من المصالحات، ويعيد الاعتبار الى الحوار كجزء من اي اختلاف سياسي وديمقراطي وينبذ تحويل أي اختلاف الى موقد للنار الفتنة والتوتر، مما سيسهّل حكما تطبيق ما بقي من بنود اتفاق الدوحة وخصوصا الانتخابات التشريعية العامة في ربيع السنة 2009.
وتتحدث هذه الاوساط عما تسمّيه "اهتزازات اصابت قوى الرابع عشر من آذار (مارس) خصوصا مع التحول القسري في موقف الحليف الاساسي للحريري رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط. وتلفت الى انّ الحريري مهتم باحتواء الوضع المستجد على قاعدة "الحد من الخسائر واقتطاع مساحة سياسية وزمنية من الانتظار الهادئ، وهو مهتم بابقاء الوضع السني تحت السيطرة بشكل لا تحصل فيه اختراقات وثغرات امنية او حالات متطرفة".
وتقول: "ان اللقاء جاء ترسيخا وتكريسا للمصالحة بين الطرفين بعد مقدمات واجراءات ممهدة كانت ابرزها زيارة وفد "حزب الله" برئاسة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد لقريطم ونزع الصور والشعارات من بيروت والمشاركة الشيعية اللافتة في افتتاح مسجد محمد الامين في وسط العاصمة بيروت. ومن الطبيعي ان يشيع اللقاء مناخات انفراج واسترخاء في الشارع بعد اشهر من التوتر والقلق، كما من الطبيعي ان تترسخ بعد اللقاء اجواء التهدئة وان يقوى عنصر التزام الهدنة السياسية والاعلامية، مع ما يعنيه ذلك من الغاء المفاعيل النفسية والامنية لاحداث السابع من ايار (مايو) وتعزيز فرص اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، في ظل تحسن الوضع الامني ونقل الصراع الى الاطار السياسي والمسار الديموقراطي تحت سقف الانتخابات".
اقليميات تسرع الحراك
وفي ما يربط البعض الاحداث السياسية الداخلية وخصوصا سلوك غالبية الافرقاء درب الانفتاح والمصالحة بمعطيات اقليمية ودولية برزت في الآونة الاخيرة لا سيما منها المرحلة الانتقالية التي تعبرها الولايات المتحدة الاميركية مع انتخاباتها الرئاسية وكذلك الانتخابات المقبلة في اسرائيل، تقرأ مصادر سياسية قريبة من المعارضة في لقاء نصرالله- الحريري النقاط الآتية:
اولا-تعزيز المسار التطبيقي لاتفاق الدوحة الذي ولد نتيجة الظروف الاقليمية والدولية، والذي انتج اضافة الى الانتخابات الرئاسية، دينامية مصالحات على الساحة الاسلامية لم تصل عدواها بعد الى الساحة المسيحية.
ثانيا-تعبيد الدرب امام لقاء نصرالله- جنبلاط، خصوصا انّ رئيس اللقاء الديموقراطي يظهر رغبة لرفع العلاقة مع "حزب الله" من مستوى امني الى مستوى سياسي يترافق مع امكان الاتصال المباشر من دون حضور ورعاية طرف ثالث (رئيس الحزب الديمقراطي الوزير طلال ارسلان).
ثالثا-استئناف جلسات الحوار الوطني في مناخات اكثر ايجابية واقل تشنجا بعدما تكون المصالحات قد فعلت فعلها في سحب موضوع سلاح "حزب الله" من التداول السياسي ليوضع على طاولة الحوار ويبحث في اطار الاستراتيجيا الدفاعية بهدوء وموضعوعية وعلمية.
رابعا-قيام دينامية جديدة في لبنان من شأنها ان تحدث تشابكا وتقاطعا في العلاقات السياسية من دون ان تصل الى خلط اوراق التحالفات السياسية والانتخابية.
خامسا-انطلاق اول محاولة جدية منذ العام 2005 لاعادة "انتاج معادلة التفاهم او العقد التحالفي" التي ارساها سابقا الرئيس رفيق الحريري والسيد نصرالله، وقامت على اساس الاعتراف السياسي المتبادل بوضعية ومصالح الآخر ومعادلة "مشروع المقاومة مقابل مشروع الاقتصاد والاعمار".
التمسك بالطائف
وفيما تؤكد مصادر مطلعة على مجريات لقاء نصر الله - الحريري انه "جرى في خلاله التشديد على التعاون التام لادارة الاختلاف بالوسائل السياسية، وحصر اي مشكلة يمكن ان تقع في اطارها السياسي لا جعلها مشكلة مذهبية، واطلاق يد الجيش لمعالجة اي مشكلات محتملة"، بدا لافتا توافق الطرفين على التمسك باتفاق الطائف، مع ما يعنيه ذلك من رسالة واضحة ومشتركة لا سيما من جهة "حزب الله" بأن لا نية لتغيير الطائف او تعديله، في رد مباشر على اتهام الحزب بالسعي الى تحقيق المثالثة بدلا من المناصفة في توزيع الحصص السياسية.
وتقول المصادر المطلعة ان "اللقاء أنجز، اضافة الى المصارحة بين الحريري ونصرالله، مصالحة بين الحريري والمعاون السياسي للامين العام للحزب الحاج حسين الخليل، وجرى التفاهم على إعادة التواصل بين الحريري والخليل حيث تبرز صعوبة في اللقاء مع نصرالله. كذلك تم التوافق على وضع آلية للتواصل الثنائي لمعالجة الكثير من الامور على أن يجري ترتيب الأمور وفق ما يوفر شروط السلامة العامة. وتشدد على ان اللقاء أكد أن "اتفاق الدوحة يمثّل نقطة مفصلية ويجري التعامل معه كمرجعية لتثبيت وقائع المرحلة، مع تأكيد الجانبين أن اتفاق الطائف هو الأساس، وان اي خلاف سياسي لا يمكن معالجته بغير الحوار".
في الـ ما وراء
وخلافا للقائلين ان المناخات الاقليمية سهلت انعقاد اللقاء بين الحريري ونصرالله، يلفت قيادي في الموالاة الى انّ "الظروف الاقليمية لا تزال معقدة. ويسأل عن ماهية العلاقة بين "حزب الله" وسوريا في الوقت الراهن، وسط معلومات تشير الى توتر يشوبها؟ كما يسأل عن طبيعة العلاقة السورية- الايرانية؟ ويذكّر بـ "حرص دمشق على انجاز اتفاق سلام مع اسرائيل وفك العزلة الدولية عنها، في حين تقع ايران تحت ضغط الازمة المالية وترقب المنطقة لنتائج الانتخابات الاميركية".
ويستنتج القيادي، من خلال تعداد ما سبق، انّ لـ "حزب الله" "المصلحة الاكبر في التهدئة الآن، حيث حقق ما اراده من انقلاب بيروت، عسكريا وسياسيا وكل ما يحتاجه الآن هو رفع العتب وابعاد شبهة الطائفية عنه".
في الموازاة، تتخطى قراءة بعض المراقبين شكليات اللقاء واهدافه للغوص والتبحّر في ما ورائياته. ويقول احد هؤلاء ان "امكان التحالف في الانتخابات النيابية المقبلة وارد، على الرغم من ان الطرفين اكدا استمرار تموضعهما كل في مكانه ومع حلفائه". ويعتبر ان الاطراف الاربعة، اي حركة "امل" و"حزب الله" و"تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي، ستختصر بقية الاطراف السياسيين، "حتى لو لم يقم التحالف الرباعي من جديد، من خلال تحالف غير معلن ستشهده صناديق الاقتراع لا سيما في بيروت وصيدا حيث من الممكن ان يتبادل "المستقبل" والحزب الاصوات الانتخابية". ويشير الى ان هذا ما قد يؤدي الى على الارجح الى تفاهمات في اماكن اخرى مثل بعبدا وزحلة والبقاع الغربي.
في المقابل، ترى اوساط سياسية انّ لا "خلفيات او اهداف انتخابية للقاء، الذي هو الاول بين الرجلين منذ اكثر من عامين. وتعتبر ان انعقاده اكثر اهمية من النتائج المتوخاة منه "لأن ايا من الطرفين ليس على استعداد لتقديم التنازلات الى الآخر قبل الانتخابات النيابية في ربيع السنة 2009، وانه من غير الممكن الولوج في تسوية جديدة تؤثر على نتائج الانتخابات التشريعية العامة او تزعزع التحالفات السياسية، ان من تحت الطاولة او فوقها بشكل علني مبني على اتفاق او تسوية واضحة ومباشرة".
لعلّ ابرز النتائج التي انبثقت عن لقاء نصرالله- الحريري هي عودة التواصل بعد طول انقطاع بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، على ان يكون في موازاة التواصل السياسي تعاون وتنسيق على مستوى الوضع الميداني عبر اللجان المشكلة والمعنية متابعة هذا الموضوع.
وترى اوساط قيادية في المعارضة انّ ما سرّع في اعادة التواصل ورفع مستواه "وجود حاجة مشتركة للطرفين في اتجاه مسار الانفتاح، فـ "حزب الله" مهتم جدا في الآونة الاخيرة باستعادة صورته ورصيده في العالم العربي والاسلامي والخروج من نفق الفتنة والحفاظ على مكتسبات حرب تموز 2006 ومكتسبات الدوحة، والحريري مهتم باجراء معالجة شاملة في ضوء تطور الاشهر الفائتة لجهة ما لحق بتياره نتيجة احداث بيروت الاخيرة وما وقع في البقاع والشمال من اهتزازات امنية".
حوار الاختلاف
وتشير الاوساط الى ان "اللقاء وضع الاصبع على جراح الازمة وفتح الباب امام مراجعة المرحلة السابقة واستيعاب دروسها ليبني عليها افقا مستقبليا في مسار ايجابي اخترق المناخات السلبية التي تمر بها المنطقة والتي تجلى اخر مظاهرها بالغارة الاميركية على قرية البوكمال السورية.
وتعتبر ان "اللقاء في مثابة مدماك سيسهم حتما في تذليل العقبات امام غيره من المصالحات، ويعيد الاعتبار الى الحوار كجزء من اي اختلاف سياسي وديمقراطي وينبذ تحويل أي اختلاف الى موقد للنار الفتنة والتوتر، مما سيسهّل حكما تطبيق ما بقي من بنود اتفاق الدوحة وخصوصا الانتخابات التشريعية العامة في ربيع السنة 2009.
وتتحدث هذه الاوساط عما تسمّيه "اهتزازات اصابت قوى الرابع عشر من آذار (مارس) خصوصا مع التحول القسري في موقف الحليف الاساسي للحريري رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط. وتلفت الى انّ الحريري مهتم باحتواء الوضع المستجد على قاعدة "الحد من الخسائر واقتطاع مساحة سياسية وزمنية من الانتظار الهادئ، وهو مهتم بابقاء الوضع السني تحت السيطرة بشكل لا تحصل فيه اختراقات وثغرات امنية او حالات متطرفة".
وتقول: "ان اللقاء جاء ترسيخا وتكريسا للمصالحة بين الطرفين بعد مقدمات واجراءات ممهدة كانت ابرزها زيارة وفد "حزب الله" برئاسة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد لقريطم ونزع الصور والشعارات من بيروت والمشاركة الشيعية اللافتة في افتتاح مسجد محمد الامين في وسط العاصمة بيروت. ومن الطبيعي ان يشيع اللقاء مناخات انفراج واسترخاء في الشارع بعد اشهر من التوتر والقلق، كما من الطبيعي ان تترسخ بعد اللقاء اجواء التهدئة وان يقوى عنصر التزام الهدنة السياسية والاعلامية، مع ما يعنيه ذلك من الغاء المفاعيل النفسية والامنية لاحداث السابع من ايار (مايو) وتعزيز فرص اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، في ظل تحسن الوضع الامني ونقل الصراع الى الاطار السياسي والمسار الديموقراطي تحت سقف الانتخابات".
اقليميات تسرع الحراك
وفي ما يربط البعض الاحداث السياسية الداخلية وخصوصا سلوك غالبية الافرقاء درب الانفتاح والمصالحة بمعطيات اقليمية ودولية برزت في الآونة الاخيرة لا سيما منها المرحلة الانتقالية التي تعبرها الولايات المتحدة الاميركية مع انتخاباتها الرئاسية وكذلك الانتخابات المقبلة في اسرائيل، تقرأ مصادر سياسية قريبة من المعارضة في لقاء نصرالله- الحريري النقاط الآتية:
اولا-تعزيز المسار التطبيقي لاتفاق الدوحة الذي ولد نتيجة الظروف الاقليمية والدولية، والذي انتج اضافة الى الانتخابات الرئاسية، دينامية مصالحات على الساحة الاسلامية لم تصل عدواها بعد الى الساحة المسيحية.
ثانيا-تعبيد الدرب امام لقاء نصرالله- جنبلاط، خصوصا انّ رئيس اللقاء الديموقراطي يظهر رغبة لرفع العلاقة مع "حزب الله" من مستوى امني الى مستوى سياسي يترافق مع امكان الاتصال المباشر من دون حضور ورعاية طرف ثالث (رئيس الحزب الديمقراطي الوزير طلال ارسلان).
ثالثا-استئناف جلسات الحوار الوطني في مناخات اكثر ايجابية واقل تشنجا بعدما تكون المصالحات قد فعلت فعلها في سحب موضوع سلاح "حزب الله" من التداول السياسي ليوضع على طاولة الحوار ويبحث في اطار الاستراتيجيا الدفاعية بهدوء وموضعوعية وعلمية.
رابعا-قيام دينامية جديدة في لبنان من شأنها ان تحدث تشابكا وتقاطعا في العلاقات السياسية من دون ان تصل الى خلط اوراق التحالفات السياسية والانتخابية.
خامسا-انطلاق اول محاولة جدية منذ العام 2005 لاعادة "انتاج معادلة التفاهم او العقد التحالفي" التي ارساها سابقا الرئيس رفيق الحريري والسيد نصرالله، وقامت على اساس الاعتراف السياسي المتبادل بوضعية ومصالح الآخر ومعادلة "مشروع المقاومة مقابل مشروع الاقتصاد والاعمار".
التمسك بالطائف
وفيما تؤكد مصادر مطلعة على مجريات لقاء نصر الله - الحريري انه "جرى في خلاله التشديد على التعاون التام لادارة الاختلاف بالوسائل السياسية، وحصر اي مشكلة يمكن ان تقع في اطارها السياسي لا جعلها مشكلة مذهبية، واطلاق يد الجيش لمعالجة اي مشكلات محتملة"، بدا لافتا توافق الطرفين على التمسك باتفاق الطائف، مع ما يعنيه ذلك من رسالة واضحة ومشتركة لا سيما من جهة "حزب الله" بأن لا نية لتغيير الطائف او تعديله، في رد مباشر على اتهام الحزب بالسعي الى تحقيق المثالثة بدلا من المناصفة في توزيع الحصص السياسية.
وتقول المصادر المطلعة ان "اللقاء أنجز، اضافة الى المصارحة بين الحريري ونصرالله، مصالحة بين الحريري والمعاون السياسي للامين العام للحزب الحاج حسين الخليل، وجرى التفاهم على إعادة التواصل بين الحريري والخليل حيث تبرز صعوبة في اللقاء مع نصرالله. كذلك تم التوافق على وضع آلية للتواصل الثنائي لمعالجة الكثير من الامور على أن يجري ترتيب الأمور وفق ما يوفر شروط السلامة العامة. وتشدد على ان اللقاء أكد أن "اتفاق الدوحة يمثّل نقطة مفصلية ويجري التعامل معه كمرجعية لتثبيت وقائع المرحلة، مع تأكيد الجانبين أن اتفاق الطائف هو الأساس، وان اي خلاف سياسي لا يمكن معالجته بغير الحوار".
في الـ ما وراء
وخلافا للقائلين ان المناخات الاقليمية سهلت انعقاد اللقاء بين الحريري ونصرالله، يلفت قيادي في الموالاة الى انّ "الظروف الاقليمية لا تزال معقدة. ويسأل عن ماهية العلاقة بين "حزب الله" وسوريا في الوقت الراهن، وسط معلومات تشير الى توتر يشوبها؟ كما يسأل عن طبيعة العلاقة السورية- الايرانية؟ ويذكّر بـ "حرص دمشق على انجاز اتفاق سلام مع اسرائيل وفك العزلة الدولية عنها، في حين تقع ايران تحت ضغط الازمة المالية وترقب المنطقة لنتائج الانتخابات الاميركية".
ويستنتج القيادي، من خلال تعداد ما سبق، انّ لـ "حزب الله" "المصلحة الاكبر في التهدئة الآن، حيث حقق ما اراده من انقلاب بيروت، عسكريا وسياسيا وكل ما يحتاجه الآن هو رفع العتب وابعاد شبهة الطائفية عنه".
في الموازاة، تتخطى قراءة بعض المراقبين شكليات اللقاء واهدافه للغوص والتبحّر في ما ورائياته. ويقول احد هؤلاء ان "امكان التحالف في الانتخابات النيابية المقبلة وارد، على الرغم من ان الطرفين اكدا استمرار تموضعهما كل في مكانه ومع حلفائه". ويعتبر ان الاطراف الاربعة، اي حركة "امل" و"حزب الله" و"تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي، ستختصر بقية الاطراف السياسيين، "حتى لو لم يقم التحالف الرباعي من جديد، من خلال تحالف غير معلن ستشهده صناديق الاقتراع لا سيما في بيروت وصيدا حيث من الممكن ان يتبادل "المستقبل" والحزب الاصوات الانتخابية". ويشير الى ان هذا ما قد يؤدي الى على الارجح الى تفاهمات في اماكن اخرى مثل بعبدا وزحلة والبقاع الغربي.
في المقابل، ترى اوساط سياسية انّ لا "خلفيات او اهداف انتخابية للقاء، الذي هو الاول بين الرجلين منذ اكثر من عامين. وتعتبر ان انعقاده اكثر اهمية من النتائج المتوخاة منه "لأن ايا من الطرفين ليس على استعداد لتقديم التنازلات الى الآخر قبل الانتخابات النيابية في ربيع السنة 2009، وانه من غير الممكن الولوج في تسوية جديدة تؤثر على نتائج الانتخابات التشريعية العامة او تزعزع التحالفات السياسية، ان من تحت الطاولة او فوقها بشكل علني مبني على اتفاق او تسوية واضحة ومباشرة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق