الاثنين، 20 يوليو 2009

Sphere: Related Content
تطورات ايام حافلة تبعث الهواجس والمخاوف .. وقواعد الاشتباك الى الواجهة
الجنوب مجددا: تحريك التسوية ام مخاطر حرب جديدة؟!
تل ابيب تعاود الحديث عن انسحاب من مزارع شبعا والغجر

ينشر في "الاسبوع العربي" في 27/7/2009
العين تكرارا على الجنوب، حيث التطورات المشحونة تنذر بسلبيات خصوصا في ضوء المراجعة الاسرائيلية الشاملة لعبر حرب تموز (يوليو) 2006، في الاعلام كما في السياسة، في حين بلغ الامر بوزير الدفاع الاسبق موشي ارينز في احد مقالاته الى التشكيك بقرار رئيس الوزراء في العام 2000 ايهود باراك الانسحاب من الجنوب واعتباره سببا رئيسا في "تنامي خطر حزب الله"، وفي "فشل اسرائيلي في ضرب منظومة الحزب".
في غضون اسبوع تكرر الجنوب في عناوين الصحافتين العالمية والاسرائيلية من بابي انفجار مخزن خربة سلم اولا، ثم الخرق الاسرائيلي في كفرشوبا واقتحام 12 مدنيا لبنانيا الموقع في منطقة تعدها القوة الدولية المعززة (اليونيفيل) خارج نطاق مهامها وصلاحياتها ونطاق عملها.
يقول قيادي بارز في المعارضة ان "التطورات في الجنوب تنذر بشيئ ما يتم تحضيره في بعض الكواليس الدولية وفي بعض النواحي داخل تل ابيب، ذلك ان التهديدات الاسرائيلية المتكررة تشي بأن ثمة من يخطط لحرب ما يريدها إما في المباشر وإما عبر استدراج ذريعة مشبوهة".
ويرى ان احد هذه التصريحات البيان صادر عن الجيش الاسرائيلي الذي هدد بـ "اطلاق النار في اتجاه من يحاول اجتياز الحدود نحو المنطقة الاسرائيلية، حتى وإن لم يكن مسلحا"، في اشارة الى اندفاع الاهالي نهاية الاسبوع الفائت نحو موقع في كفرشوبا الذي اقدم الجيش الاسرائيلي على اقامته داخل الاراضي اللبنانية.
وتُعدّ تل ابيب مذكرة لعرضها على اجتماع مجلس الامن الدولي المتوقع ان يعقد نهاية شهر آب (اغسطس) للبحث في نشاط القوة الدولية المعززة في الجنوب وتمديد فترة عملها. وتشمل المذكرة ما تقول اسرائيل انها "انتهاكات للقرار الدولي، بالتركيز على حادثي كفرشوبا وتفجير مخزن الاسلحة في الجنوب" (الانفجار في محلة خربة سلم)، لتخلص الى المطالبة "بزيادة عدد قوات "اليونيفيل" واجراء تعديلات على المهمات الملقاة عليه".
على ان الابرز في الحراك الاسرائيلي "السعي الى ممارسة الضغوط في اتجاه ايجاد منفذ للتعديل في بنود القرار 1701، بما يتيح للقوة الدولية صلاحيات اكبر لإطلاق النار وتنفيذ عمليات مشتركة مع الجيش اللبناني بشكل اوسع مما عليه اليوم"!
قواعد الاشتباك مجددا
ويرى القيادي البارز في المعارضة في هذا المسعى الاسرائيلي "تجاوزا للبّ القرار 1701 الذي تنتهكه اسرائيل بوتيرة يومية برا وبحرا وجوا، والذي يحدد بدقة قواعد الاشتباك للقوة الدولية المعززة". ويشير الى انه "سبق لتل ابيب ان جرّبت مرارا تعديل قواعد الاشتباك هذه، في محاولة العودة الى المسودة الاولى للقرار 1701، علما ان قواعد الاشتباك نص عليها القرار الدولي والتي تحدد، في اطار ضيّق جدا، الظروف والاحداث التي تتيح للقوة الدولية وكتائبها وعناصرها اطلاق النار او الاشتباك، مع الاشارة الى ان القوة الدولية هي قوة مؤازرة للجيش اللبناني، ولا يجوز لها، بحسب القرار 1701، التصرّف كقوة دعم للجيش، بمعنى انها غير قادرة عمليا على تنفيذ مداهمات بل مهمتها دعم الجيش في حال طلب ذلك منها".
ويطرح القيادي اياه علامات استفهام حول بعض الدور الذي تمارسه القوة الدولية المعززة في الجنوب، اذ يرى ان من المهام الاساسية لهذه القوة استدراك اي حوادث تؤدي الى توترات محلية خطرة. ويسأل، على سبيل المثال، عن تباطؤ القوة الدولية في معالجة وازالة الخرق الاسرائيلي قرب بوابة حسن في بركة كفرشوبا وإزالة أسلاك شائكة والذي كان الدافع لاهالي المنطقة الى اقتحام الموقع وزرع العلم اللبناني وراية "حزب الله" فوق الساتر الترابي الذي اقامه الجيش الاسرائيلي.
ويعتبر القيادي ان "قول القوة الدولية المعززة بأن كفرشوبا خارج نطاق عملياتها بإعتبارها مرتبطة بملف مزارع شبعا، انما هو حجة غير موضوعية، ذلك ان الخرق الاسرائيلي هو الذي تسبب بكل التوتر الذي حصل في الجنوب، وكان على القوة الدولية الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في استدراك اي توترات حتى لو اجتهدت قيادتها احيانا".
ويشير الى ان على قيادة القوة الدولية التحلي بمزيد من الحكمة في تعاطيها اليومي مع الخصوصيات اللبنانية، والابتعاد قدر الامكان عن اثارة الحساسية المرتبطة بهذه الخصوصيات، وذلك منعا لتكرار مشهد المواجهة التي حصلت بين افراد الكتيبة الفرنسية العاملة في "اليونيفيل" واهالي منطقة خربة سلم في قضاء بنت جبيل، والذي تخلله قيام سكان البلدة بإقفال الطريق العام في محلة بئر السلاسل- خربة سلم احتجاجا على قيام القوة الدولية بمحاولة دهم أحد المنازل في المنطقة التي انفجر فيها مخزن ذخيرة.
ويستشهد القيادي بمقال ورد في صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، ليخلص الى ان نوايا اسرائيل لا يمكن الركون اليها او اغفال النظر عنها.
ومما جاء في المقال ان "انفجار مخزن السلاح في بلدة خربة سلم الجنوبية يعدّ شهادة على نجاح الجهود التي يبذلها حزب الله لإعادة بناء قوته جنوبي نهر الليطاني (...) وان الجيش اللبناني، وبدلاً من العمل ضد حزب الله، ينهمك في (مراقبة) انتهاك السيادة اللبنانية من الجيش الإسرائيلي، إذ يبدو أن النشاط الإسرائيلي أهم بكثير للسلطات اللبنانية من استمرار تعاظم قوة حزب الله، (...) وأن الجيش اللبناني يبدي يقظة أكثر من أي وقت مضى حيال تهديدات إسرائيلية كهذه، لكن في ما يتعلق بتنفيذ القرار 1701 من قبل "حزب الله"، فإن لديه معايير مختلفة".
ويعتبر القيادي المعارض ان "الايام المقبلة هي مفصلية في تحديد ما تخطط له اسرائيل على مستوى الجنوب اللبناني، خصوصا ان كل الانباء الآتية من تل ابيب مباشرة او بالتواتر عبر مسؤولين اوروبيين وغربيين، تثير الحذر واللا اطمئنان".
ويكشف القيادي ان وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير "عبّر للمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته القصيرة لبيروت في السابع من تموز (يوليو) عن قلقه من تطوّر اسرائيلي غير محسوب على الجبهة الجنوبية. وحضّ رئيس الديبلوماسية الالمانية هؤلاء المسؤولين على التنبّه الى الخطر الاسرئيلي، بقوله: "فلتبقوا عيونكم مفتوحة على اسرائيل التي قد تهرب من الضغوط الاميركية والاوروبية عليها لجعلها تلتزم عنصر التسوية السلمية، بحرب على لبنان".
ويرى القيادي ان "هذا الانذار - التنبيه مؤشر خطر، وعلى المسؤولين اللبنانيين مقاربته بجدية ومسؤولية عالية ليجنبوا لبنان تداعيات أي هروب اسرائيلي الى الامام، وهو امر اعتادت تل ابيب على الركون اليه كلّما واجهت تحديات او التزامات سلمية وتهدوية تفوق قدرتها وقدرة حكومتها على الايفاء بها".
لا حرب بل خلط اوراق التسوية
في الموازاة، يقلل ديبلوماسي عامل في بيروت من مخاطر احتمال حرب اسرائيلية على لبنان، كاشفا ان ثمة بحثا جديا في تل ابيب لا يزال في نطاقه الضيق، في احتمال اتخاذ خطوات اسرائيلية جدية على مستوى مزارع شبعا، وهي خطوات ترمي في ما ترمي الى اعادة النظر في مجمل الاستراتيجيا الاسرائيلية على مستوى المزارع.
ويرى الديبلوماسي ان هذا البحث الاسرائيلي يعني ان المستويين السياسي والعسكري في تل ابيب باتا على قناعة بوجوب تسجيل خرق جدي وحقيقي قادر على خلط الاوراق على جبهة الصراع العربي - الاسرائيلي، تماشيا مع الارادة الاميركية التي تظهرها ادارة الرئيس باراك اوباما في اتجاه تحريك مياه مستنقع السلام والتسوية الراقدة منذ نحو عقد. ويعتبر ان "مجرّد التسريب الاسرائيلي عن حل لمزارع شبعا يجعلنا نستبعد تلقائيا الحديث عن مؤشرات حرب جديدة، على رغم كل ما يردنا من تقارير ويدل الى خلاف ذلك".
ويشير الى ان تل ابيب قد لا تقدم في الفترة الراهنة على خطوات عملية في مزارع شبعا، لكنها بالتأكيد تنتظر ولادة الحكومة اللبنانية العتيدة لتحديد اتجاهات سياستها الخارجية وخصوصا في ما خص استئناف مفاوضات التسوية السلمية، والاهم موقع المقاومة وسلاحها في البيان الوزاري، ذلك ان تل ابيب التي طالما رددت انها غير مستعدة لمنح "حزب الله" هدية الانسحاب من مزارع شبعا، تستشعر ان خرقا على مستوى مزارع شبعا من شأنه قلب الاولويات في الاقليم، وكذلك تسهيل تحريك المحادثات غير المباشرة على الجبهة الاسرائيلية – السورية، وبذلك تكون تل ابيب قد ضربت اكثر من عصفور بحجر واحد.
ويقول الديبلوماسي اياه: ما تسرّب من تل ابيب الى الآن ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعدّ مشاريع حلول لمزارع شبعا وقرية الغجر، وهو بذلك يسعى الى إبراز، ما يسمّيه مساعدوه الجانب السلمي من ولايته وإيجاد أكثر من حلّ، إلا أنه يحاول في الوقت نفسه تجنب أي حلّ يعدّ انتصارا لـ"حزب الله"، لأنه يدرك أن المواجهات العسكرية ليست الحل، وبذك هو يطرق باب الحل السياسي، عسى يتحقق له ما عجزت حربا لبنان وغزة عن تحقيقه لايهود اولمرت".
لكن الديبلوماسي اياه ينبّه المسؤولين اللبنانيين من كل تجاوز لمنطق القرار 1701 جنوب الليطاني والذي يمنع ظهور اي سلاح الا سلاح الجيش اللبناني. ويشير الى ان اكتشاف مخزن الذخيرة والصواريخ في اطراف غير مأهولة في بلدة خربة سلم اثار استياء ايطاليا من آلية تعامل الرسمي والحزبي اللبناني مع عناصر الكتيبة الايطالية التي حاولت الاقتراب من المخزن بعد الانفجار، لافتا الى ان مرد الاستياء خصوصا يعود الى منعها من اجراء التحقيق الميداني اللازم في منطقة يفترض ان تكون تحت نطاق رقابتها تطبيقا لاحكام القرار 1701، ويفترض ان تكون آمنة لعملها ولدورياتها، وان تكون خالية من أي نشاط عسكري حزبي.
ولم يستبعد المصدر ان يضمّن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هذه الحادثة تقريره الدوري عن القرار 1701، نظرا الى انها تطوّر خطر في مسار مراقبة الامم المتحدة منطقة جنوب الليطاني.


ليست هناك تعليقات: