جنبلاط يبحث عن اعادة تموضع وتحالف رباعي.. وارتباك المعارضة يزداد
غبار الملفات "يثير" الانتخابات.. والتقلّبات
"كتلة الوسط" من طلب دعم بعبدا الى حضن بكركي
غبار الملفات "يثير" الانتخابات.. والتقلّبات
"كتلة الوسط" من طلب دعم بعبدا الى حضن بكركي
ينشر في "الاسبوع العربي" في 23/2/2009
تنذر وتيرة الخطاب السياسي المتصاعد وغبار الملفات الساخنة المثارة بحماوة انطلاق الحملات الانتخابية التحضيرية للمعركة الكبرى في السابع من حزيران (يونيو) المقبل. وفيما رفعت حمى هذه الانتخابات التشريعية، التي يجمع طرفا النزاع على وصفها بالـ"مصيرية"، من وتيرة التقلبات السياسية وخصوصا عند الافرقاء الذين يلمسون كل يوم اهتزاز عروشهم امام القاعدة الشعبية التي تميز حراك كل من قوى المعارضة والموالاة، تنبعث من الساحتين السياسية والاعلامية الملفات الساخنة من زاوية القصف السياسي الانتخابي وليس من منطلق الحرص على المصلحة الوطنية العليا او اقله مصلحة المواطن وحريته، كما يزعم المعنيون.
في سياق فتح الجبهات الانتخابية على مصراعيها مع اقتراب الموعد "المصيري" في السابع من حزيران (يوليو)، يبقى المواطن- المراقب للجو السياسي المشحون، والمشحون بدوره بجرعات كبيرة من صراعات السياسيين وتوترات خطاباتهم الانتخابية، ضائعا بين طروح المعارضة والموالاة يضاف اليهما طرح الكتلة الوسطية او المستلقة الباحثة عن موطئ قدم بين القصر الجمهوري والصرح البطريركي، والتي يدرجها البعض في خانة التكتيك السياسي للحدّ من تأثير الفريق المسيحي المعارض وامكان فوزه في الانتخابات النيابية المقبلة.
جنبلاط والحمى الانتخابية
وفي اطار تقويم الاداء السياسي لافرقاء السياسة ونجومها قبيل الانتخابات، ترى مصادر قريبة من المعارضة انّ النجم الاساسي يبقى رئيس الحزب التقدي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط "احد ابرز بواعث الحمى الانتخابية، والمثال الابرز على التقلب في المواقف والتبرّم من الحلفاء المفترضين، واللابس في كل صباح لبوسا مختلفا عن ما سبق". وتقول: "لقد قدّم جنبلاط في اطلالاته الاخيرة خطابا متطرفا استهدفت ناره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي و"حزب الله" والوزير طلال ارسلان، لكنه هادن رئيس مجلس النواب نبيه بري".
وتلاحظ ان "رسائل جنبلاط حملت ابعادا مختلفة لا سيما تلك المتعلقة بالانتخابات النيابية، حيث تعمّد ابراز موقف متقارب مع رئيس البرلمان، موحيا بشكل واضح تأييده لاعادة انتخابه في موقعه في الدورة النيابية المقبلة، وهو ما حمل علامات استفهام عما اذا كان رأيه يعبر عن موقفه الشخصي ام انه نتيجة مشاورات جانبية مع رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري وبقية اطراف الموالاة".
وتلمّح الى انّ كلامه قد "يشكل إعادة تموضع سياسي لمرحلة ما بعد الانتخابات تقوم على اساس محاولة اعادة احياء الصيغة التي كانت اعتمدت إبان حكم الرئيس الراحل الياس الهراوي، اي تفاهم الرؤساء الثلاثة اضافة الى النائب جنبلاط كقوة رابعة، وما عزز الانطباع كلامه حول رئاسة الحكومة وترشيحه الحريري، لافتة الى انه في هذا التوجه الجنبلاطي مسعى الى تحالف رباعي يعينه في الانتخابات النيابية من الخسارة المحتمة.. لكن بصيغة مختلفة عن تحالف العام 2005" (مع حزب الله وحركة "امل" وسعد الحريري).
وترى ان "التشتت في خطاب الموالاة وفي صفوفها، ناتج بالدرجة الاولى من ان كلا من افرقائها يحاول النجاة بنفسه بصرف النظر عن مجالسيه من حلفاء واصدقاء، على طريقة "انا ومن بعدي الطوفان". وتشير الى ان "مردّ هذه التشتت الدراسات الاحصائية التي تنفذها شركات استطلاعات خاصة ومعظمها تحمل رياحا باردة على الموالاة، كما ان تقارير معظم السفارات الغربية اتت في السياق عينه".
اضطراب المعارضة
في المقابل، يبدو المشهد الانتخابي لبعض المراقبين محرجا لقوى المعارضة "التي باتت مأسورة في تحالفاتها الداخلية، بين اقطابها من جهة، وفي مواجهتها المعركة الانتخابية ككل من جهة اخرى، مع توسّع المنافسة لتشمل عنصرا جديدا بات يعرف بالكتلة الوسطية المولودة من الصراعات السياسية نفسها والتي تحاول الوقوف في صف رئيس الجمهورية على الرغم من انه لم يعلن يوما تبنيها ككتلة محسوبة عليه او داعمة له، الا انها نجحت بالفعل في التربّع في حضن البطريركية المارونية".
ويعتبر هؤلاء المراقبون انه "فيما تشكّل الكتلة الوسطية محورا للتجاذبات السياسية على الخط الانتخابي بين مؤّيد ومنتقد ومرحّب وغير معلّق، يبقى العنصر الطارئ دخول البطريركية المارونية، بصراحة شديدة وللمرة الاولى، على المحور الانتخابي مع ترحيب البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بالكتلة الوسطية في ما يقارب الدعم الصريح والمباشر في مواجهة كلّ من معسكري الموالاة والمعارضة".
وفي ظل الحماوة الانتخابية التي تظلل المشهد السياسي على الساحة الداخلية، تعتبر مصادر في قوى الرابع عشر من آذار (مارس) انّ اضطراب المعارضة بائن بشكل واضح "فهي تتخبّط من كل الجهات نتيجة عدم التفاهم الانتخابي بين اقطابها لا سيما بين الفريق المسيحي اي "التيار الوطني الحر" وحركة "امل" بزعامة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو ما فشل وزير الصحة محمد جواد خليفة المحسوب على بري بالتغطية عليه او نفيه في زيارته الاخيرة للرابية ولقائه العماد ميشال عون".
وتضيف المصادر انّ العماد عون مرتبك نتيجة وضعه الانتخابي في بعض المناطق لا سيما في المتن بعد الانفصال والطلاق مع النائب ميشال المر، الرائد الاول في ابتكار الكتلة الوسطية ومهندسها الاساسي، اضافة الى وضعه في الجنوب وفي جزين تحديدا حيث الخلاف ظاهر مع الرئيس بري.
وتلفت الى انّ موقف البطريركية المارونية الاخير ودعمها الواضح للكتلة الوسطية وسّع الشرخ القائم اصلا بين عون والبطريرك صفير، "فالجنرال يعتبر انّه المستهدف الاول من قيام هذه الكتلة لضربه مسيحيا، وهو كان قد اعلن مرارا انها الاسم الحركي لمسيحيي 14 آذار (مارس) الذين يحاولون، برأيه التخفي بلباس آخر في محاولة للوصول الى الندوة البرلمانية، بعدما فشلوا في سياسيتهم ومن خلال انضوائهم في صفوف "ثورة الارز" من تحقيق المبتغى بالفوز.
استحقاق يقلب الموازين
وفيما يسطع نجما العماد عون والنائب جبنلاط في سماء السياسة قبيل الانتخابات النيابية المقبلة، وفيما الفترة الفاصلة عن موعد الاستحقاق الانتخابي في السابع من حزيران (يوليو) تشكّل وقتا مستقطعا لبلورة التحالفات والتفاهمات التي قد يطرأ بعضها في الدقيقة الاخيرة، تبقى كل المسائل السياسية المهمة مجمّدة الى حين الانتخابات او اقله تستخدم كمادة انتخابية للحشد والتأييد والاستغلال السياسي. وتبقى طاولة الحوار شكلا من اشكال الفلكلور والروتين السياسي الذي لن يؤدي طبعا الى استيلاد استراتيجيا دفاعية تحمي الوطن من المخاطر المحدقة به من كل جهة، فبنظر الساسة تبقى الانتخابات النيابية التي ستقرر من سيحكم البلاد للسنوات الاربع المقبلة اهم من الاستراتيجيا الدفاعية التي قد يستعاد طرحها على طاولة الحوار مجددا، هذا اذا بقيت الطاولة.
الاستراتيجيا مجددا
الى ذلك، وبالعودة الى الصورة السياسية الانتخابية التي بدأت ترتسم معالمها منذ اللحظة، استأثرت الحركة السياسية الاخيرة للنائب جنبلاط باهتمام الوسط السياسي كما المراقبين والمحللين، وفي هذا السياق يقول مصدر نيابي رفيع لـ"الاسبوع العربي" ان "قرار رئيس "اللقاء الديموقراطي" سحب ممثله المقدم شريف فياض من لجنة الخبراء المعنية درس الاستراتيجيا الدفاعية لم يعلق البحث فيها، خلافا لكل التسريبات التي رافقت هذا القرار، لكن قد تصبح هذه اللجنة مضيعة للوقت قياسا بمداولات الاجتماع الاول والوحيد الذي عقدته، وتاليا هي ليست في حاجة الى اختصاصي اضافي للتنظير في قضية محسومة سلفاً عند البعض (حزب الله) ولا مجال للمناقشة الا انطلاقا من جوامد وضعها هذا البعض وغير قابلة للنقاش من وجهة نظره".
وينفي ما سرب عن امكان مقاطعة جنبلاط الجلسة الحوارية المقبلة في القصر الرئاسي في بعبدا في الثاني من آذار (مارس)، مستبعدا ان يلجأ جنبلاط الى هذا الخيار، "لكنه سيسجل انّ الحوار بدأ مع الوقت يفقد مصداقيته عند اللبنانيين لعدم تطبيق ما اتفق عليه سابقا"، وانه يرى أن اللجنة "ليست في حاجة الى عنصر إضافي للتنظير طالما أن كل فريق باق على رأيه".
ويتساءل المصدر أين الاستراتيجيا الدفاعية المكتوبة لـ"حزب الله" التي سنناقشها في داخل جلسات الحوار؟ ويقول: انّ "حزب الله" لا يبحث جديا في هذه الاستراتيجيا وجلّ ما يقوم هو تضييع الوقت من اجل الوصول الى الانتخابات النيابية المقبلة التي ينظر اليها كاستحقاق داخلي وكذلك اقليمي ودولي بامتياز باعتبار انها معركة بين مشروعين وطرحين من أجل تحديد موقع لبنان في المنطقة وهو سيخوض المعركة بهذه الذهنية باعتبارها مكملة لنتائج حرب تموز (يوليو) العام 2006.
ويعتبر أن "إسقاط حزب الله لمشاكل المنطقة والعالم على الانتخابات التشريعية، لا يعني أبدا اهمال التفاصيل بشأن هذا الاستحقاق، فهو سبق الجميع في التحضير لها، وأطلق ماكينته الانتخابية في المناطق كافة قبل أشهر، في حين بدأ مجلس شورى الحزب حوارا داخليا حول الأسماء الحزبية التي سيخوض من خلالها معركته، وذلك بالتزامن مع إجراء الحزب حوارًا آخر مع حلفائه في المعارضة بشأن المقاعد غير الشيعية التي ستكون على لوائحه".
ويلفت الى "مشاكل تعترض "حزب الله" بشأن الاستحقاق الانتخابي، اذ انّ هناك عقبات كثيرة قد تحول دون دخول المعارضة كتلة واحدة في كل المناطق".
في سياق فتح الجبهات الانتخابية على مصراعيها مع اقتراب الموعد "المصيري" في السابع من حزيران (يوليو)، يبقى المواطن- المراقب للجو السياسي المشحون، والمشحون بدوره بجرعات كبيرة من صراعات السياسيين وتوترات خطاباتهم الانتخابية، ضائعا بين طروح المعارضة والموالاة يضاف اليهما طرح الكتلة الوسطية او المستلقة الباحثة عن موطئ قدم بين القصر الجمهوري والصرح البطريركي، والتي يدرجها البعض في خانة التكتيك السياسي للحدّ من تأثير الفريق المسيحي المعارض وامكان فوزه في الانتخابات النيابية المقبلة.
جنبلاط والحمى الانتخابية
وفي اطار تقويم الاداء السياسي لافرقاء السياسة ونجومها قبيل الانتخابات، ترى مصادر قريبة من المعارضة انّ النجم الاساسي يبقى رئيس الحزب التقدي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط "احد ابرز بواعث الحمى الانتخابية، والمثال الابرز على التقلب في المواقف والتبرّم من الحلفاء المفترضين، واللابس في كل صباح لبوسا مختلفا عن ما سبق". وتقول: "لقد قدّم جنبلاط في اطلالاته الاخيرة خطابا متطرفا استهدفت ناره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي و"حزب الله" والوزير طلال ارسلان، لكنه هادن رئيس مجلس النواب نبيه بري".
وتلاحظ ان "رسائل جنبلاط حملت ابعادا مختلفة لا سيما تلك المتعلقة بالانتخابات النيابية، حيث تعمّد ابراز موقف متقارب مع رئيس البرلمان، موحيا بشكل واضح تأييده لاعادة انتخابه في موقعه في الدورة النيابية المقبلة، وهو ما حمل علامات استفهام عما اذا كان رأيه يعبر عن موقفه الشخصي ام انه نتيجة مشاورات جانبية مع رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري وبقية اطراف الموالاة".
وتلمّح الى انّ كلامه قد "يشكل إعادة تموضع سياسي لمرحلة ما بعد الانتخابات تقوم على اساس محاولة اعادة احياء الصيغة التي كانت اعتمدت إبان حكم الرئيس الراحل الياس الهراوي، اي تفاهم الرؤساء الثلاثة اضافة الى النائب جنبلاط كقوة رابعة، وما عزز الانطباع كلامه حول رئاسة الحكومة وترشيحه الحريري، لافتة الى انه في هذا التوجه الجنبلاطي مسعى الى تحالف رباعي يعينه في الانتخابات النيابية من الخسارة المحتمة.. لكن بصيغة مختلفة عن تحالف العام 2005" (مع حزب الله وحركة "امل" وسعد الحريري).
وترى ان "التشتت في خطاب الموالاة وفي صفوفها، ناتج بالدرجة الاولى من ان كلا من افرقائها يحاول النجاة بنفسه بصرف النظر عن مجالسيه من حلفاء واصدقاء، على طريقة "انا ومن بعدي الطوفان". وتشير الى ان "مردّ هذه التشتت الدراسات الاحصائية التي تنفذها شركات استطلاعات خاصة ومعظمها تحمل رياحا باردة على الموالاة، كما ان تقارير معظم السفارات الغربية اتت في السياق عينه".
اضطراب المعارضة
في المقابل، يبدو المشهد الانتخابي لبعض المراقبين محرجا لقوى المعارضة "التي باتت مأسورة في تحالفاتها الداخلية، بين اقطابها من جهة، وفي مواجهتها المعركة الانتخابية ككل من جهة اخرى، مع توسّع المنافسة لتشمل عنصرا جديدا بات يعرف بالكتلة الوسطية المولودة من الصراعات السياسية نفسها والتي تحاول الوقوف في صف رئيس الجمهورية على الرغم من انه لم يعلن يوما تبنيها ككتلة محسوبة عليه او داعمة له، الا انها نجحت بالفعل في التربّع في حضن البطريركية المارونية".
ويعتبر هؤلاء المراقبون انه "فيما تشكّل الكتلة الوسطية محورا للتجاذبات السياسية على الخط الانتخابي بين مؤّيد ومنتقد ومرحّب وغير معلّق، يبقى العنصر الطارئ دخول البطريركية المارونية، بصراحة شديدة وللمرة الاولى، على المحور الانتخابي مع ترحيب البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بالكتلة الوسطية في ما يقارب الدعم الصريح والمباشر في مواجهة كلّ من معسكري الموالاة والمعارضة".
وفي ظل الحماوة الانتخابية التي تظلل المشهد السياسي على الساحة الداخلية، تعتبر مصادر في قوى الرابع عشر من آذار (مارس) انّ اضطراب المعارضة بائن بشكل واضح "فهي تتخبّط من كل الجهات نتيجة عدم التفاهم الانتخابي بين اقطابها لا سيما بين الفريق المسيحي اي "التيار الوطني الحر" وحركة "امل" بزعامة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو ما فشل وزير الصحة محمد جواد خليفة المحسوب على بري بالتغطية عليه او نفيه في زيارته الاخيرة للرابية ولقائه العماد ميشال عون".
وتضيف المصادر انّ العماد عون مرتبك نتيجة وضعه الانتخابي في بعض المناطق لا سيما في المتن بعد الانفصال والطلاق مع النائب ميشال المر، الرائد الاول في ابتكار الكتلة الوسطية ومهندسها الاساسي، اضافة الى وضعه في الجنوب وفي جزين تحديدا حيث الخلاف ظاهر مع الرئيس بري.
وتلفت الى انّ موقف البطريركية المارونية الاخير ودعمها الواضح للكتلة الوسطية وسّع الشرخ القائم اصلا بين عون والبطريرك صفير، "فالجنرال يعتبر انّه المستهدف الاول من قيام هذه الكتلة لضربه مسيحيا، وهو كان قد اعلن مرارا انها الاسم الحركي لمسيحيي 14 آذار (مارس) الذين يحاولون، برأيه التخفي بلباس آخر في محاولة للوصول الى الندوة البرلمانية، بعدما فشلوا في سياسيتهم ومن خلال انضوائهم في صفوف "ثورة الارز" من تحقيق المبتغى بالفوز.
استحقاق يقلب الموازين
وفيما يسطع نجما العماد عون والنائب جبنلاط في سماء السياسة قبيل الانتخابات النيابية المقبلة، وفيما الفترة الفاصلة عن موعد الاستحقاق الانتخابي في السابع من حزيران (يوليو) تشكّل وقتا مستقطعا لبلورة التحالفات والتفاهمات التي قد يطرأ بعضها في الدقيقة الاخيرة، تبقى كل المسائل السياسية المهمة مجمّدة الى حين الانتخابات او اقله تستخدم كمادة انتخابية للحشد والتأييد والاستغلال السياسي. وتبقى طاولة الحوار شكلا من اشكال الفلكلور والروتين السياسي الذي لن يؤدي طبعا الى استيلاد استراتيجيا دفاعية تحمي الوطن من المخاطر المحدقة به من كل جهة، فبنظر الساسة تبقى الانتخابات النيابية التي ستقرر من سيحكم البلاد للسنوات الاربع المقبلة اهم من الاستراتيجيا الدفاعية التي قد يستعاد طرحها على طاولة الحوار مجددا، هذا اذا بقيت الطاولة.
الاستراتيجيا مجددا
الى ذلك، وبالعودة الى الصورة السياسية الانتخابية التي بدأت ترتسم معالمها منذ اللحظة، استأثرت الحركة السياسية الاخيرة للنائب جنبلاط باهتمام الوسط السياسي كما المراقبين والمحللين، وفي هذا السياق يقول مصدر نيابي رفيع لـ"الاسبوع العربي" ان "قرار رئيس "اللقاء الديموقراطي" سحب ممثله المقدم شريف فياض من لجنة الخبراء المعنية درس الاستراتيجيا الدفاعية لم يعلق البحث فيها، خلافا لكل التسريبات التي رافقت هذا القرار، لكن قد تصبح هذه اللجنة مضيعة للوقت قياسا بمداولات الاجتماع الاول والوحيد الذي عقدته، وتاليا هي ليست في حاجة الى اختصاصي اضافي للتنظير في قضية محسومة سلفاً عند البعض (حزب الله) ولا مجال للمناقشة الا انطلاقا من جوامد وضعها هذا البعض وغير قابلة للنقاش من وجهة نظره".
وينفي ما سرب عن امكان مقاطعة جنبلاط الجلسة الحوارية المقبلة في القصر الرئاسي في بعبدا في الثاني من آذار (مارس)، مستبعدا ان يلجأ جنبلاط الى هذا الخيار، "لكنه سيسجل انّ الحوار بدأ مع الوقت يفقد مصداقيته عند اللبنانيين لعدم تطبيق ما اتفق عليه سابقا"، وانه يرى أن اللجنة "ليست في حاجة الى عنصر إضافي للتنظير طالما أن كل فريق باق على رأيه".
ويتساءل المصدر أين الاستراتيجيا الدفاعية المكتوبة لـ"حزب الله" التي سنناقشها في داخل جلسات الحوار؟ ويقول: انّ "حزب الله" لا يبحث جديا في هذه الاستراتيجيا وجلّ ما يقوم هو تضييع الوقت من اجل الوصول الى الانتخابات النيابية المقبلة التي ينظر اليها كاستحقاق داخلي وكذلك اقليمي ودولي بامتياز باعتبار انها معركة بين مشروعين وطرحين من أجل تحديد موقع لبنان في المنطقة وهو سيخوض المعركة بهذه الذهنية باعتبارها مكملة لنتائج حرب تموز (يوليو) العام 2006.
ويعتبر أن "إسقاط حزب الله لمشاكل المنطقة والعالم على الانتخابات التشريعية، لا يعني أبدا اهمال التفاصيل بشأن هذا الاستحقاق، فهو سبق الجميع في التحضير لها، وأطلق ماكينته الانتخابية في المناطق كافة قبل أشهر، في حين بدأ مجلس شورى الحزب حوارا داخليا حول الأسماء الحزبية التي سيخوض من خلالها معركته، وذلك بالتزامن مع إجراء الحزب حوارًا آخر مع حلفائه في المعارضة بشأن المقاعد غير الشيعية التي ستكون على لوائحه".
ويلفت الى "مشاكل تعترض "حزب الله" بشأن الاستحقاق الانتخابي، اذ انّ هناك عقبات كثيرة قد تحول دون دخول المعارضة كتلة واحدة في كل المناطق".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق